رعاية المسنين بالمنزل، في بيوتهم أكثر راحة

تأتي العائلة دائما في مقدمة أولوياتنا، وهو الأمر الذي يضع أفرادها محط رعاية واهتمام بعضهم البعض.

يكون المنزل والبيت هو المكان الذي تشعر فيه العائلة بالأمان والراحة النفسية، حيث تتكون الذكريات ويتفاعل جميع أفراد الأسرة وتتعلق قلوبهم. لهذا دائما ما يكون المنزل يمثل أعلى درجات الشعور بالراحة والأمان.

من هذا المنطلق، يتبين لنا أهمية البيت وما يمثله، فهو ليس مجرد جدران تحيط بنا، ولكن يكون الأمر أكثر عمقًا من ذلك، ولهذا فدائمًا ما نعبر عن امتناننا لتواجدنا في بيتنا.

وهو ما يدعونا للتساؤل، أين قد يتجه أحدنا في حالة المرض أو التعب؟ دائما ما تكون الإجابة المنزل.

لذا دعونا نتخيل الأمر في حالة كبار السن، الذين قضوا سنوات عديدة في راحة منازلهم ثم تضطرهم الظروف إلى اللجوء للمساعدة، فالتقدم في العمر شيء طبيعي يحدث للجميع؛ تحدث خلاله بعض التغييرات الجسمانية والتي تستدعى تغيير في أسلوب الحياة.

يتعرض الإنسان لعديد من المخاطر أثناء مرحلة الشيخوخة، أهمها الأمراض التي قد تبدأ في الظهور وضعف القدرة على التعامل والحياة بشكل طبيعي. إذا أردت معرفة المزيد عن مرحلة الشيخوخة يمكنك قراءة هذا المقال.

رعاية المسنين بالمنزل قد تكون الحل الأمثل والأكثر راحة، وذلك عن طريق الاستعانة بخدمات تمريض منزلي، حيث يتوفر للمسن كل حاجاته مع الاستمرار في البقاء في المنزل.

دعونا نوضح أكثر ما هي فوائد رعاية المسنين بالمنزل، وما يستطيع التمريض المنزلي أن يقدم في مثل هذه الظروف.

 

تمريض منزلي لرعاية مسنين

تمريض منزلي لرعاية المسنين بالمنزل

تختلف أنواع الخدمات المقدمة لرعاية المسنين بالمنزل، وتنقسم إلى جزئين رئيسيين، وهما الخدمة الطبية، والجسدية والخدمة النفسية والاحتواء.  ويستطيع التمريض المنزلي تقديم كلا النوعين.

لذا دعونا نبدأ بعرض خدمات التمريض المنزلي فيما يخص الرعاية الجسدية والصحية.

رعاية صحية وجسدية للمسن:

1-    الحفاظ على نشاط المسن:

يساهم التمريض المنزلي في إبقاء المسن نشيطًا طوال اليوم، فهو يقدم يد المساعدة خلال قضاء أساسيات الحياة، مع ذلك هو يبقى دور المسن في ممارسة نشاطاته بنفسه.

ليس من المفترض أن يبقى الإنسان أيًا كان سنه دون حراك أو أن يحصل على كل متطلباته دون بذل مجهود، بعيدًا عن تأثير ذلك على وظائف الجسم، قد يكون للأمر عواقب وخيمة على المستوى النفسي.

أيضًا يؤثر البقاء دون نشاط لفترات طويلة على الوظائف الجسد بشكل عام وعلى الدورة الدموية بشكل خاص، فالجسد النشيط دائمًا ما يكون أكثر صحة.

ينصح دائمًا على ممارسة الرياضة على الأقل لمدة 30 دقيقة يوميًا، وليس الأمر بتلك الصعوبة فنحن لا ندعو إلى ممارسة الرياضات الشاقة، بل هناك تمارين رياضية مناسبة لكل الحالات يمكنها أن تحدث الفارق.

أما فيما يخص من هم غير قادرين على الحركة، فهناك بعض التمارين الخاصة لهم يمكنها أن تزيد من نشاطهم اليومي وهي تسمى تمارين نطاق الحركة.

ويأتي دور الاستعانة بـ تمريض منزلي في هذه الحالة في منتهى الأهمية، حيث يساعد مقدم الخدمة المسن في أداء نشاطاته مع الحفاظ على سلامته، وهو ما يدل على كفاءة طلب رعاية المسنين بالمنزل.

 

2-    الحفاظ على مواعيد الدواء:

من أهم الأمور رواجًا أن ينسى المسن موعد الدواء، خصوصًا في بعض الحالات التي قد تعاني من الخرف أو مرض ألزهايمر، حيث يفقد المسن قدرته على الشعور بالزمن. إذا أردت أن تعرف أكثر عن مرض ألزهايمر يمكنك قراءة هذا المقال.

لذا يأتي دور مقدم خدمة التمريض المنزلي في أن يحافظ على مواعيد الدواء والحرص على حصول المسن على ما تم وصفه من الطبيب المختص.

 

3-   الحفاظ على نظام غذائي صحي:

للنظام الغذائي دورًا مهمًا في الحفاظ على الصحة بشكل عام، وتزيد هذه الأهمية بشكل خاص مع التقدم في السن.

أثناء رعاية المسنين بالمنزل يجب الحرص على حصولهم على وجبات غنية بالمواد الغذائية المفيدة، والبعد عن كل ما هو غير صحي. حيث أن النظام الغذائي هو المسؤول الأول عن التسبب في أمراض عديدة مثل مرض السكري والسمنة وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم المرتفع.

يمكنك معرفة المزيد عن مرض السكري والسمنة والكوليسترول وضغط الدم المرتفع من خلال قراءة هذه المقالات.

ويكون دور مقدم خدمة التمريض المنزلي في غاية الأهمية هنا، عن طريق الحرص على تقديم وجبات صحية.

 

4-    الحفاظ على النظافة الشخصية:

من أحد مهام مقدم الخدمة لرعاية المسنين بالمنزل هي الحرص على النظافة الشخصية للمسن، حيث قد يواجه المسن صعوبة في تحقيق ذلك بنفسه.

ويكون الأمر في غاية الأهمية للوقاية من العديد من الأمراض الجلدية وقرح الفراش.

يعتبر التمريض المنزلي أحد أهم الحلول لمثل هذه الأمور ويساهم بشكل أساسي في الحفاظ على النظافة العامة للمسن.

5-    الحركة في المنزل:

من أهم أدوار التمريض المنزلي لرعاية المسنين بالمنزل هي المساعدة في التحرك بأمان في المنزل.

قد يكون الأمر به قدرًا من الصعوبة فيما يخص قدرة المسن على التحرك دون إيذاء نفسه.

6-    متابعة الوظائف الحيوية:

من أهم وظائف التمريض المنزلي أثناء رعاية المسنين بالمنزل هي متابعة الحالة الصحية للمسن باستمرار، عن طريق قياس ضغط الدم ومستوى السكر في الدم باستمرار.

وذلك قد يمنع الكثير من المضاعفات الصحية ويبقيهم في أمان، أو قد يشير إلى وجود خطبًا ما يستدعي اللجوء إلى طبيب، مما قد يمنع حدوثها من الأساس.

7-    الوقاية من فيروس كورونا:

في ظل ما يحدث في أرجاء العالم من انتشار فيروس كورونا، تبين أن كبار السن هم الأكثر عرضة لمضاعفات فيروس كورونا.

ولذلك يأتي التمريض المنزلي في مقدمة الترشيحات لتقديم الرعاية الصحية اللازمة دون الحاجة للخروج المستمر من المنزل والذي بدوره يزيد من احتمالات الإصابة بفيروس كورونا.

 

الرعاية النفسية للمسن:

لا يقتصر دور رعاية المسنين بالمنزل على تقديم الرعاية الصحية والجسدية له، بل يشمل أيضًا احتواء الحالة النفسية للمسن.

تكون معاناة المسن على المستوى النفسي أكثر تأثيرًا، حيث يكون الأمر صعب في تقبل حقيقة أنه لم يعد يستطيع ممارسة الكثير من النشاطات كما اعتاد أن يفعل من ذي قبل.

وهنا يأتي دور التمريض المنزلي أثناء تقديم خدمة رعاية المسنين بالمنزل في احتواء هذا الشعور وبث الروح الإيجابية في نفس المسن، ولمعرفة كيفية اختيار تمريض منزلي من خلال قراءة هذا المقال.

 

1-    تقديم الاحترام:

من المهم أن يشعر المسن بالاحترام والتقدير من المحيطين به، فهو إنسان له خبرات ونجاحات وكثيرة سابقة، لا يريد أن يشعر بأنه أصبح عالة لا يستطيع أن يحدث أي فرق في الحياة.

يبدأ الأمر بشكل أساسي من قبل الأسرة والعائلة المحيطة بالمسن، ولكن أيضًا لمقدم خدمة التمريض المنزلي دورًا في ذلك عن طريق التواصل مع المسن وتقديم الاحترام له وعدم الاستهانة بما يشعر أو يقول وإعطاء المساحة له للتعبير عن مشاعره.

2-    الاستماع له:

قد تكون أهم الأشياء التي تؤثر في نفسية المسن هي عدم تواجد أحد للاستماع له، فيبقى في حالة الصمت لمدة طويلة مما يشعره بأنه منبوذ.

تقدم خدمة رعاية المسنين بالمنزل الفرصة للمسن في التواصل والحديث، حيث من ضمن أدوار مقدم الخدمة أن يستمع له ويسمح له بالتعبير عن مشاعره.

3-    حرية الاختيار:

من المهم للمسنين أن يشعروا بأن لديهم القدرة على الاختيار، حتى وإن كان في أبسط الأمور.

فعلى المحيطين بالمسن أن يقدموا له دائما الفرصة في إتخاذ قراراته اليومية، مثل نوع الوجبات التي يفضل أن يتناولها يوميًا، أو السماح له باختيار ملابسه اليومية، وما يريد فعله في أوقات فراغه مما لا يتعارض مع حالته الصحية بالطبع.

تقدم خدمة رعاية المسنين بالمنزل هذه الصلاحية للمسنين، حيث يتوجب دائمًا على مقدم الخدمة احترام رغبات المسن.

شعور بالاستقلالية

شعور المسن بالاستقلال 

وهي من أهم ما يقدم التمريض المنزلي بأن يشعر المسن بأنه مستقل وأن لديه القدرة على أن يتخذ قرارته.

من المعروف أن يشعر المسن بعدم الاستقلالية والتبعية خاصة في حالة الإقامة في دار مسنين، حيث يكون مجرد رقم في وسط زملائه، لا يشعر بالخصوصية. لذلك دائما يأتي التمريض المنزلي كخيار الأفضل لتحقيق الرعاية بينما يقيم المسن في منزله ولازال في مكانة القيادة بالنسبة لعائلته.

يهدف تقديم خدمة رعاية المسنين بالمنزل إلى تغيير منظور تلك المرحلة، حيث أن الشيخوخة لا تعني بالضرورة توقف الحياة، بل أنها مجرد مرحلة لها ظروفها الخاصة واحتياجاتها الخاصة.

يكون المسن بحاجة للمساعدة فقط، ولا أن يكون هناك أحد يقود أفعاله طوال اليوم. وتعتبر الاستقلالية من أهم العوامل التي تؤثر على الحالة النفسية والصحية للمسن، فإذا شعر بأن له الحرية في أن يقرر الكثير من الأمور ستنمي لديه روح المبادرة والاستجابة للالتزام بالنظام الغذائي والعلاجي للحفاظ على هذه الحالة.

دور التمريض المنزلي في مواجهة المقاومة

من المعروف أن يتخذ بعض المسنين سلوكًا مقاوما لأي مساعدة مقدمة لهم، لرفضهم قبول الحالة التي وصلوا إليها أو رفضهم الاعتراف بأن هناك خطبا ما.

تساعد رعاية المسنين بالمنزل بشكل كبير في مواجهة مثل هذه الأمور، حيث يكون مقدم الخدمة متفرغ لحالة واحدة يستطيع العمل على احتواء هذه المقاومة.

يكون الأمر في الغالب بسبب شعور المسن بالضعف أثناء تلقيه المساعدة، وهو الأمر الذي قد يستدعي في بعض الأحيان إلى التمهل وإعطاء الفرصة كاملة للمسن في تقبل الأمر

 

التواجد دئما

 

التواجد دائمًا وسط العائلة 

رغم ما يقدمه التمريض المنزلي من خدمات لرعاية المسنين بالمنزل، إلا أن لا شئ يفوق دور الأسرة والعائلة في تقديم الاحتواء والرعاية.

لذلك تسمح خدمات رعاية المسنين بالمنزل لأن يكون للعائلة دورًا، وأن تكون دائمًا على اتصال ومتابعة الحالة عن كثب.

كما تسمح للمسن بأن يكون دائمًا على اتصال بأحبائه بحرية، على عكس ما يكون الوضع في دور المسنين بأن تكون مواعيد محددة للزيارة؛ فيكون الأمر وكأن لا يوجد جديد، فهو لايزال يعيش في منزله مع تلقيه رعاية خاصة جدًا توفر له احتياجاته.

في ظل جائحة فيروس كورونا، دائما ما يفضل تجنب الاختلاط خاصة لكبار السن، وهو ما يتحقق بشكل كبير في ظل تقديم رعاية للمسن بالمنزل.

 

ودائمًا ما يبقى كبار السن في مكانة مرتفعة لدينا، فهم أباءنا وأمهاتنا الذين نكن لهم الكثير من الحب والتقدير والاحترام، مما يقودنا للسعي إلى تقديم الأفضل والأكثر أمانًا، محاولة منا لرد جزء ولو صغير جدًا من أفضالهم علينا.

تقدم حكيمة للتمريض المنزلي خدمات رعاية المسنين بالمنزل عن طريق باقات متنوعة و طواقم تمريضية على أعلى مستوى.

ارسل رسالة
اطلب الرعاية الصحية المنزلية الآن