السكر، سعادة للقلب كما يدعي البعض، نحصل عليه من خلال العديد من الأغذية والمشروبات يوميًا. دائما ما كان رمز للتعويض أو المكافأة منذ طفولتنا المبكرة عن طريق مختلف الحلويات. على قدر السعادة التي يتسبب فيها لوح شوكولاتة الذي يسبب دفعة هائلة من الدوبامين، على قدر ما قد ينتج عنه من خطورة وتوابع لا حصر لها متعلقة بالصحة العامة، وتبدأ المخاطر في الظهور مبكرا متجسدة في زيادة ملحوظة في الوزن، وهو ما يرى ولكن ما خفي كان أكثر خطورة مرض السكري.
يحتوي السكر على كمية كبيرة جدا من السعرات الحرارية، التي تحتاج إلى مجهود كبير لكي يتم استغلالها بالشكل الصحيح؛ في حين أن الجسد قد لا يكون في حاجة إلى هذا الكم الهائل من السعرات يوميًا، مما يؤدي بالضرورة إلى زيادة في الوزن وتبعات آخرى من ضمنها أعراض السكر المرتفع.
وقد تبدأ أعراض مرض السكري في الظهور رويدا رويدا، وهو ما سنتكلم عنه بالتفصيل خلال هذا المقال:
ما هو مرض السكري؟
هو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا، والتي تسبب الكثير من الأضرار على مختلف أعضاء الجسم.
يعتمد الأمر على مستوى الجلوكوز في الدم، أو كما يقال مستوى السكر في الدم؛ ولكي تتضح الصورة لك عن “ما هي العوامل” التي قد تسبب أعراض مرض السكري لأي إنسان، يجب أولًا معرفة كيف يستهلك جسم الإنسان الجلوكوز.
عند تناول السكر يفرز الجسم الأنسولين حتى يتمكن من الوصول لخلايا الجسم المختلفة وإمدادهم بالطاقة، وهي الوظيفة الرئيسية للبنكرياس.
تبدأ المشكلة عندما يتوقف البنكرياس عن ضخ الأنسولين كما ينبغي لأي سبب كان، وهو ما يسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل قد يشكل خطورة على صحة الإنسان عن طريق العديد من المضاعفات التي قد تحدث والمعروفة بـ أعراض السكر المرتفع.
ومن هذا المنطلق، فأن مريض السكري يجب أن يتبع نظام غذائي صحي طوال حياته، وأن يكون دائمَا على دراية بمستوى السكر في دمه.
عادة ما تكون أعراض مرض السكري واضحة وظاهرة للمريض، حيث يتوجب حينها التوجه لطبيب مختص في أسرع وقت.
وتكون معدلات السكر في الدم كالآتي :
معدل السكر طبيعي | 90-120 ملليغرام/ديسيلتر |
معدل السكرالمنخفض | 70-90 ملليغرام/ديسيلتر |
معدل السكرالمرتفع |
160-240 ملليغرام/ديسيلتر |
أعراض مرض السكري ( أعراض مرض السكر )
قد تختلف الاعراض من شخص لآخر على حسب عوامل عديدة، من أهمها نوع السكر الذي يعاني منه المريض في الأساس. حيث هناك مرض السكري النوع الأول والثاني والسكري الحملي.
يمكننا ذكرأعراض السكر المرتفع الأكثر شيوعَا، والتي من بينها:
– العطش الشديد
– الحاجة للتبول بشكل مستمر
– الجوع الشديد
– الإجهاد
– فقدان في الوزن
– رؤية ضبابيه
– بطء في شفاء الجروح
– تواجد الكيتونات في البول (هي نتيجة لانفصال الدهون عن العضلات، بسبب نقص الأنسولين)
– الإصابة بالالتهابات
وتختلف مخاطر أعراض السكر المرتفع لأسباب عدة، منها العمر الذي قد لا يكون عاملا فيما يخص السكري النوع الأول، أو يصبح عاملا أصيلا فيما يخص النوع الثاني لمن تجاوزوا سن الـ 40. ومن الواضح أن تبدأ أعراض سكري الحمل في الظهور أثناء فترة الحمل، وهو ما سنستعرضه خلال الفقرات التالية.
أسباب وأعراض مرض السكري النوع الأول
صدق أو لا تصدق، لازال العلم والطب الحديث لا يعلم ما هي المسببات الرئيسية لهذا النوع، لكن لازال هناك بعض المعلومات التي يمكننا أن نذكرها.
من سخرية القدر أن يكون جهاز المناعة المعني بحماية الجسم من أي عدوى خارجية، سببًا في الإصابة بمرض السكري النوع الأول. حيث يهاجم الأنسولين داخل الجسم على اعتبار أنه خطر، مما يسبب ظهور أعراض السكر المرتفع.
الجدير بالذكر، أن الوزن الزائد والسمنة ليس لهما علاقة بهذا النوع.
وقد توصل العلم لبعض العوامل المرجح أن تكون سببًا في الإصابة والمعاناة من أعراض مرض النوع الأول.
عوامل الخطر لمرض السكري:
1- الجينات: من المعتقد أن يكون للأمر علاقة بتوارث الجينات بين الأجيال، حيث يعتقد أن أبناء مرضى السكري النوع الأول هم مصابين محتملين في المستقبل.
2- المرض: يعتقد العلماء أن الإصابة بمرض شديد العدوى قد يسبب الإصابة بالنوع الأول.
3- عوامل جغرافية: عندما عجز الطب في التفسير، اتجه البعض للإحصاء. حيث أثبتت بعض الدراسات أن لبلد المنشأ دورا في ذلك، بعد أن توصلت بعض الدراسات إلى أن هناك مناطق معدل الإصابة بها أكثر من غيرها.
4- جهاز مناعي غير سليم: قد يولد جهاز المناعة ما يعرف بالأجسام المضادة الذاتية، والتي أثبت أن لها علاقة وثيقة بالنوع الأول.
أسباب وأعراض مرض السكري النوع الثاني
أعراض مرض النوع الثاني تكون كجرس إنذار مبكر للدلالة على أن هناك مشكلة ما.
حيث يسبق الإصابة بالمرض مرحلة تسمى بما قبل مرض السكري، لا يكون فيها مستوى السكر في الدم طبيعيًا، ولكنه ليس مرتفع كفاية ليسبب أعراض السكر المرتفع.
تحدث الإصابة بهذا النوع عندما تبدأ خلايا الجسم في مقاومة الأنسولين ومنعه من تأدية مهمته الأساسية بتوصيل السكر داخل الخلية نفسها. عندها يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم وتبدأ أعراض مرض السكري المرتفع في الظهور.
في حقيقة الأمر، لا نعلم الكثير أيضًا عن مسببات هذا النوع، ولكننا ندرك أن للسمنة دورا في الإصابة والمعاناة من أعراض مرض السكر المرتفع النوع الثاني، علما بأنه ليس من الضروري أن يكون المصاب بأعراض السكر المرتفع مصاب بالسمنة كذلك.
عوامل الخطر:
1- الوزن: تزيد طبقات الدهون من مقاومة الخلايا لعمل الأنسولين مما يسبب أعراض السكر المرتفع.
2- السن: يعتبر التقدم في العمر عاملا أساسيًا في هذا النوع، حيث يعتبر من أكثر أمراض الشيخوخة شيوعا
3- قلة النشاط: يحتاج الجسم إلى السعرات التي يوفرها الجلوكوز، وأثناء ممارسة النشاطات المختلفة، تحفز الخلايا في استهلاك الجلوكوز المتوفر لديها، وتستعد لاستقبال المزيد.
4- الجينات: مثل النوع الأول، للنوع الثاني من السكري صلة بالعوامل الوراثية.
5- ضغط الدم المرتفع: عندما يزيد ضغط الدم عن 140/90 يكون الإنسان معرض بشكل أكبر للإصابة بالسكر. يمكنك معرفة المزيد عن ضغط الدم المرتفع ومسبباته.
6- أعراض سكري الحمل: قد تصاب بعض النساء أثناء الحمل بأعراض ما تعرف بسكري الحمل، و من المعتاد أن تختفي بعد الولادة. لكن في بعض الحالات قد تصاب هذه النساء بالسكري النوع الثاني بشكل مزمن.
7- العرقيات: أيضًا أثبتت بعض الإحصائيات أن لبعض العرقيات فرصة أكبر بالإصابة بالنوع الثاني من السكر.
أسباب وأعراض سكري الحمل
تبدأ أعراض سكري الحمل في الظهور نتيجة لإفراز جسم المرأة لعدة هرمونات لتثبيت الحمل، وهو ما قد يؤثر على الأنسولين بشكل ما.
من المعتاد أن يضخ البنكرياس كمية أنسولين أكبر أثناء الحمل لتعويض أعراض سكري الحمل، ولكن في بعض الحالات قد لا يكون هذا كافيًا.
عوامل الخطر للإصابة بأعراض سكري الحمل:
1- السن: يعتبر سن ما فوق الـ 25 هو الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
2- الوزن: وهنا نقصد الوزن ما قبل الحمل، والذي قد يكون له تأثير سلبي أثناء الحمل فيتسبب قي ظهورة .
3- الجينات: أيضًا العوامل الوراثية قد يكون لها دورًا في الإصابة بأعراض سكر الحمل.
علاج مرض السكري
من الواضح أن هذا المرض يعتمد على كمية الأنسولين في الجسم في مختلف أنواعه. مع ذلك، لكل نوع من هذا المرض علاج خاص به للتغلب على أعراض مرض السكري.
فيما يخص النوع الأول، حقن الأنسولين قد تكون أمرًا أساسي للسيطرة على أعراض السكر المرتفع، مع الأخذ في الاعتبار نظام غذائي معتدل مناسب للحالة الصحية.
أما النوع الثاني، فقد لا يكون في حاجة لحقن الأنسولين بالضرورة، حيث يمكن السيطرة عليه عن طريق بعض الأدوية مع الالتزام بنظام غذائي مناسب وممارسة الرياضة بشكل يومي. ولكن مع مرور الوقت، قد يحتاج مريض النوع الثاني لحقن الأنسولين، وهو الأمر الذي يقرره الطبيب المعالج فقط.
أما للسيدات الحوامل، يمكن التغلب على أعراض سكري الحمل بطرق عديدة آمنة لا تؤثر على صحة الجنين، مع الأخذ في الاعتبار بالالتزام بنظام غذائي صحي لتفادي الإصابة بالنوع الثاني فيما بعد.
من المؤسف أن نعلم أن هذا المرض ليس له علاج شافي حتى الأن، ولكن لنكمل الصورة يجب أن نعلم بأن السيطرة على أعراض مرض السكر أمرَا في المتناول بقليل من الالتزام واتباع أسلوب حياة صحي.
مضاعفات أعراض مرض السكري
قد تتطور أعراض مرض السكري بشكل أكبر مع مرور الوقت إن لم يتم السيطرة عليه كما ينبغي.
1- تلف في الأعصاب: تسبب أعراض السكر المرتفع بتدمير الشعيرات الدموية التي تغذي أطراف الجسم، وهو ما يفسر القدم السكري التي سنذكرها تاليا.
2- القدم السكري: تعتبر من أخطر أعراض مرض السكري ومضاعفاته، حيث بسبب نقص الدم الواصل للقدم بسبب مستوى السكر المرتفع، تصبح القدم غير قادرة على التعافي من أي جرح، وهو ما قد يقود لمضاعفات أكبر قد تصل لبتر القدم.
3- ألزهايمر: يعتقد العلماء أن مرض ألزهايمر له علاقة وثيقة بالنوع الثاني.
4- فشل كلوي: قد يؤثر المرض على الأوردة الواصلة للكلى، مما قد يسبب فشل كلوي.
5- تلف في العين: وهو أيضَا من أعراض مرض السكر الأكثر شيوعَا، والتي قد تصل لفقدان البصر.
6- مشكلات السمع: الكثير من مرضى السكر يعانون من مشكلات السمع.
أما فيما يخص سكر الحمل، قد يكون لمضاعفاته وأعراضه التأثير على الجنين فيما بعد الولادة.
والتي من ضمنها:
– أعراض انخفاض السكر في الدم للطفل بعد الولادة.
– النمو بشكل مبالغ فيه.
– الإصابة باالنوع الثاني.
– قد يصل الأمر لوفاة الطفل في بعض الحالات.
الوقاية من مرض السكري
بغض النظر عن الأسباب الوراثية، يمكن تفادي الإصابة بهذا المرض عن طريق بعض التعليمات.
1- نظام غذائي صحي: الابتعاد عن تناول الأغذية المليئة بالسكر والدهون، وتناول كل ما هو غني بالألياف.
2- ممارسة الرياضة
3- الحفاظ على وزن صحي
4- الكشف الدوري عند طبيب متخصص
5- الحفاظ على حمل صحي للسيدات، عن طريق الالتزام بنظام غذائي مناسب.
للأمر جانب مشرق، عندما نعلم أنه يمكن السيطرة على أعراض مرض السكر بسهولة، والحياة معه بشكل شبه طبيعي. هناك الملايين حول العالم ممن يعانون من أعراض السكر المرتفع للأسف ولكن السيطرة ممكنة وواجبة.
كما أنه يمكن الاستعانة بخدمات تمريض منزلي في الحالات الحرجة لتقديم الرعاية اللازمة. يمكنك معرفة كيفية اختيار خدمة تمريض منزلي مناسبة عن طريق هذا المقال.
وأخيرا، دائما ما نتمنى بالبقاء في صحة جيدة للجميع.
Reference :
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/diabetes/symptoms-causes/syc-20371444
https://www.niddk.nih.gov/health-information/diabetes/overview/what-is-diabetes
https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/diabetes
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/7104-diabetes-mellitus-an-overview