هل تنظر للمرآة ولا تشعر بالرضا؟
دائما ما يكون لشكل الجسم والوزن العامل الرئيسي في هذا الشعور.
يتمحور العالم حول العديد من المعايير والأهداف القصوى التي أصبحت هدف ومبتغى العديد، ومن هذا المنطلق يظهر معيار الوزن المثالي وقوام الجسد الممشوق.
على قدر ما نفضل أن تكون دائما على سجيتك وتبرز اختلافك وتصنع معاييرك الخاصة، على قدر ما نؤكد على أهمية هذا المعيار على وجه التحديد في التأثير على جوانب عدة من الصحة العامة وليس فقط الشكل والقوام الممشوق لإبهار المجتمع.
تكون للسمنة في الغالب دورا رئيسيا في التسبب بأمراض مزمنة عديدة، شديدة الخطورة والتأثير في حياة الإنسان؛ منها أمراض ضغط الدم ومستوى الكوليسترول ومرض السكري وأمراض القلب وقد يصل الأمر إلى التسبب في بعض أنواع السرطانات.
هل شعرت بمدى خطورة الأمر؟
من هذا المنطلق، تأتي خطورة السمنة، لذا خصصنا هذا المقال لعرض جميع جوانب هذا المرض: أسباب السمنة و أعراض السمنة وكيفية تجنبها وأكثر:
ما هي السمنة؟
تكون الأعراض واضحة وظاهرة على شكل وقوام الجسد، ولكن الوزن الزائد بشكل عام لا يعني بالضرورة المعاناة من السمنة، فهناك فرق بين الوزن الزائد والسمنة.
لمعرفة ما إذا كنت تعاني من السمنة، هناك طريقة سهلة وبسيطة يمكن اتباعها، وهي تدل على معيار يسمى بالـ Body Mass Index (مؤشر كتلة الجسم).
ويمكن حساب هذا المؤشر عن طريق قسمة الوزن بالكجم على تربيع الطول بالمتر.
أو قسم الوزن بالرطل على الطول بالبوصة، ثم الضرب في 70.3
الناتج من كلا المعادلتين هو مؤشر كتلة الجسم، والذي تتفاوت دلالة كل نطاق له كالتالي:
أقل من 18.5 تدل على نقص في الوزن.
بين 18.5 و 24.9 تدل على وزن مثالي.
بين 25 و 29.9 تدل على وزن زائد.
بينما أكثر من 30 يعتبر عرض من أعراض السمنة.
وما يجعل الأمر خطيرا ومهما، هو أن هناك نسبة كبيرة من الأشخاص حول العالم يعانون من هذه الأعراض ومخاطرها وما يتبعها من أمراض مثل مرض السكري. وما يزيد القلق هو أن نعلم بأن نسبة كبيرة منهم هي من الشباب والأطفال والمراهقين.
تتعدد الأسباب في وقتنا الحاضر بشكل أكبر وعلى صعيد أكثر انتشارًا، حيث توفر التكنولوجيا الحديثة الكثير من المجهود المبذول في تحقيق الحاجات اليومية. كما أصبحت الأكلات الغير صحية متداخلة بشكل غير مسبوق في نمط حياتنا.
بالإضافة لأعراض السمنة المتعارف عليها، هناك جانب أكثر تأثيرًا، وهنا نتحدث على الجانب النفسي. والذي قد يحدث نتيجة عدم رضا الشخص عن قوامه، أو عن طريق التنمر، خاصة بين المراهقين والأطفال.
أعراض السمنة
تكون أعراض السمنة واضحة وظاهرة؛ لا يوجد أعراض كثيرة للسمنة بشكل خاص، بينما لها مضاعفات عدة من أهمها مرض السكري وأمراض القلب وارتفاع نسبة الكوليسترول. بما أن مؤشر كتلة الجسم لا يعتبر الأكثر دقة، حيث إنه لا يعبر عن طبيعة الجسم بكل عوامله؛ فمثلا هناك الرياضيين، قد يدل مؤشر كتلة الجسم لديهم على أنهم يعانون من السمنة، بينما هم في أتم صحة ولديهم قوام ممشوق، هم فقط لديهم كتلة عضلية كبيرة لا يأخذها هذا المؤشر بعين الاعتبار.
لذا فهناك عدة طرق واختبارات لتحديد الإصابة من عدمها، منها:
– النسبة بين مقياس الخصر ومقياس الفخذ.
– أنواع مختلفة من الأشعة.
– تحاليل الدم (لاختبار مستوى الكوليسترول ومرض السكري).
– اختبارات الكبد.
– اختبارات الغدة الدرقية.
– اختبارات القلب.
– اختبار مرض السكري.
أيضا من المهم قياس نسبة الدهون في الجسم ومعرفة نسب توزيعها حول الأعضاء والأطراف المختلفة.
أسباب السمنة
يمكن تلخيص أسباب السمنة بشكل مبدأي في جملة بسيطة: “الحصول على سعرات حرارية أكثر من احتياج الجسم يوميًا.”
ولكن قد لا تكون كل الأسباب بسبب عدد السعرات، حيث للأمر عدة عوامل آخرى قد لا يكون لنا تصرف فيها.
– الجينات والعوامل الوراثية.
– الحمل: قد تجد السيدات الحوامل صعوبة بالغة في فقدان الوزن بعد الولادة.
– التقدم في العمر: وهو ما يؤثر على معدل الحرق. كما أن خلال هذه المرحلة قد يتعرض المسن لعدة أمراض وظروف تسمى بأمراض الشيخوخة، التي يمكنك معرفة المزيد عنها من خلال هذا المقال.
من الناحية الأخرى، قد تكون أسباب السمنة تدور حول أسلوب الحياة غير الصحي.
تناول الوجبات السريعة والغنية بالسعرات الحرارية والدهون والنشويات يكون دائمًا له الدور الرئيسي في التسبب بأعراض السمنة والإصابة بمرض السكري.
كما أن عدم الحصول على القدر الكافي من النوم يوميًا قد يكون أحد أسباب السمنة، حيث قد تسبب تغير في هرمونات الجسم، والتي قد تسبب تكرار الشعور بالجوع.
كما بالإضافة إلى العديد من الحالات الصحية التي قد تكون بدورها أحد أسباب السمنة، ومن ضمنها:
– متلازمة تكيس المبايض: وهي اختلال في توازن الهرمونات الخاصة بالتكاثر عند السيدات.
– متلازمة كوشينغ: وهي بسبب ارتفاع معدل الكورتيزول في الجسم أكثر من المعدل الطبيعي.
– قصور الغدة الدرقية: حيث لا تكون الغدة في كامل نشاطها ولا تؤدي مهمتها كما ينبغي.
ويمكن اعتبار أي حالة صحية ينتج عنها قلة في نشاط الإنسان لأي سبب، هي أحد أسباب السمنة بشكل عام. والأكثر تأثيرا قد يكون التقدم في العمر ودخول مرحلة الشيخوخة، حيث يكون الإنسان في حاجة لرعاية خاصة؛ ويمكن حينها الاستعانة بخدمات التمريض المنزلي من حكيمة.
كما أن هناك عدة عوامل تشير إلى ارتفاع خطر الإصابة، لذا هي تعتبر أيضًا من ضمن أسباب السمنة، ومنها:
1- العوامل الوراثية:
تكون معدلات استهلاك السعرات الحرارية وتوزيع الدهون في الجسم مسجلة في جينات الإنسان، وهو ما قد يكون سببًا من أسباب السمنة.
2- أسلوب الحياة:
للأمر علاقة وثيقة بطريقة حياتنا اليومية، خاصة فيما يخص طريقة توفير الطاقة لأجسامنا ومكونات الوجبات التي نحصل عليها يوميا.
حيث تعتبر الوجبات السريعة والتي تحتوي على كميات كبيرة من السعرات الحرارية ونقص الفاكهة والخضروات من الوجبات وتناول كميات كبيرة من الطعام خلال وجبة واحدة من أهم أسباب السمنة وتزيد نسبة خطورة الإصابة بمرض السكري.
كما أن تناول المشروبات بجميع أنواعها التي تحتوي على سعرات حرارية قد يكون خدعة للجسم، حيث أن هذه المشروبات لا تسبب الإحساس بالشبع بالتأكيد بينما قد حصل الجسم على عدد كافي من السعرات.
كما تعتبر هذه الأسباب أيضًا من ضمن أسباب مرض السكري النوع الثاني.
وبالتأكيد يؤثر ما إذا كان الإنسان يمارس الرياضة بأي نوع بشكل يومي أم لا.
3- السن:
أعراض السمنة ليست مرتبطة بسن معين أو فئة عمرية محددة، ولكن قد يعتبر التقدم في العمر أحد أهم أسبابها.
حيث قد يصبح الإنسان أقل نشاطا مما يؤثر على استهلاك السعرات الحرارية، كما قد يحدث اختلال في هرمونات الجسم وهو ما يؤثر على زيادة الوزن.
4- الإقلاع عن التدخين:
من الطريف أن يكون الإقلاع عن عادة سيئة، سببًا في الإصابة بأمرًا آخر.
هذه بالتأكيد ليست دعوة للتدخين أو البقاء على هذه العادة، بالطبع لا. هو فقط شرح لما قد يتعرض له المدخن عند محاولته الإقلاع.
حيث قد يتجه المدخن السابق إلى استهلاك كميات أكبر من الأطعمة المليئة بالسعرات الحرارية، كنوع من التعويض عما ينقصه في يومه. حيث قد يكون الأمر بدافع غير إدراكي.
5- الضغط العصبي:
قد يلجأ البعض للأكل بصورة أكبر لتفريغ الضغط الذي يتعرض له خلال يومه.
وهو ما يعتبر أحد أسباب السمنة الرئيسية، والذي قد يسبب المزيد من الشعور بالضغط وعدم الرضا، ويمكنك معرفة المزيد عن الضغط العصبي من خلال تلك المقال.
6- المحاولات السابقة لفقدان الوزن:
وهي حقيقة ساخرة، حيث قد يعقب فترة فقدان الوزن فترة أخرى تتسم بكسب الوزن بشكل أسرع وأكبر من ذي قبل، إذا لم يستمر الشخص بنظامه الغذائي.
مضاعفات السمنة
لا تقف الأعراض عند هذا الحد، ولكن قد يكون للأمر خطورة أكبر وسببًا في أمراض أكثر خطورة.
– أمراض القلب: قد تؤثر السمنة على القلب وتسبب العديد من الأمراض، مثل أمراض ضغط الدم وقد تسبب الأزمات القلبية التي تعرض حياة المريض للخطر. إذا أردت أن تعرف المزيد عن أمراض ضغط الدم يمكنك قراءة هذا المقال.
– مرض السكري النوع الثاني: قد يتأثر دور الأنسولين بفعل زيادة الوزن، وهو ما يسبب مرض السكري النوع الثاني. إذا أردت أن تعرف المزيد عن أنواع مرض السكري وكيفية علاجها يمكنك قراءة هذا المقال.
– السرطان: تعتبر أعراض السمنة أحد أسباب سرطانات الرحم، الثدي، الكبد، القولون، وغيرها.
– مشكلات الخصوبة: من أعراض السمنة أن تؤثر على خصوبة الرجال و السيدات.
– كوفيد 19: من المرجح أن يكون من يعاني من السمنة في حاجة إلى الحصول على علاج في العناية المركزة إذا أصيب بفيروس كورونا أكثر من غيره. و إذا أردت معرفة المزيد عن فيروس كورونا، يمكنك قراءة هذا المقال.
كما أن خدمات التمريض المنزلي قد توفر الرعاية اللازمة لمريض الكورونا في المنزل، مع توفير جميع الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة. يمكنك قراءة هذا المقال لمعرفة كيفية اختيار خدمة تمريض منزلي.
الوقاية من السمنة
تعتبر الأسباب هي مفتاح الوقاية منها، والوقاية من العديد من الأمراض المزمنة الأخرى مثل مرض السكري وأمراض ضغط الدم وغيرها.
في الحقيقة، هي ليست مجرد وقاية، الأمر أشبه بأسلوب حياة ينصح الجميع باتباعه.
1- الرياضة: ساعة من المشي يوميًا قد تكون فعالة أكثر مما تظن، فهي تساعد على حرق السعرات الحرارية بشكل أكبر مما يمنع زيادة الوزن ويحمي من مرض السكري وضغط الدم.
2- نظام غذائي صحي: تناول الأطعمة المليئة بالألياف والمواد الغذائية الصحية، وتفادي الأكلات السريعة والسكريات المرتفعة لمنع تكون الدهون ومنع الإصابة بمرض السكري والتمتع بحياة أكثر نشاطا.
3- التحكم في التقلبات المزاجية: يجب عدم اللجوء لتناول الطعام بشكل أكبر عند الشعور بالضغط العصبي، وهو ما قد يدفع بحدوث خلل في وظائف الجسم، خصوصًا الأنسولين مما قد يسبب الإصابة بمرض السكري.
4- المتابعة المستمرة: يجب دائما تفقد الوزن بشكل مستمر.
وأخيرًا، الوزن المثالي قد تكون كلمة غير دقيقة، فالأفضل أن نقول الوزن الصحي. هو ما يجب أن نسعى إليه لنعيش حياة صحية دون أي أمراض مزمنة.
حتى تستطيع النظر في المرآة بثقة.