تأتي صورة أعراض الذبحة الصدرية في الأفلام والمسلسلات بآلام في الجانب الأيسر من الصدر، مع فقدان الوعي والدخول في غيبوبة. قد تتشابه الحقيقة مع ما تم تصويره في الأعمال الفنية منذ سنوات عديدة في بعض الأمور، حيث يمكن وصف العرض الأساسي من أعراض الذبحة الصدرية بأنه ألم يعتصر منطقة الصدر بشكل رهيب.
لذا دعونا نجيب عن السؤال الأهم وهو:
ما هي الذبحة الصدرية؟
يعتبر ظهور أعراض الذبحة الصدرية نتيجة لقلة تدفق الدم إلى القلب بسبب خلل ما في الشريان التاجي، سواء بسبب انسداده أو ضيق المجرى الذي يسمح بتدفق الدم بشكل طبيعي. وهو الأمر الغريب في حد ذاته، كون القلب هو المسؤول الأول عن ضخ الدم وتوصيله لجميع أعضاء الجسم، هنا يصبح القلب نفسه في حاجة إلى الدم.
كما يتم وصف أعراض الذبحة الصدرية بشكل عام أيضًا بأنها مثل وزن ثقيل يسبب الضغط الكبير على منطقة الصدر، وقد يكون الأمر نوع من أنواع الألم الجديد بالنسبة للمصاب، مما يستدعي التوجه إلى استشارة الطبيب في أسرع وقت من الشعور بمثل هذه الآلام.
هناك عدة أنواع للذبحة الصدرية والتي قد تختلف في أعراضها وأسبابها ودرجة خطورتها بشكل عام.
ما هي أنواع الذبحة الصدرية؟
– الذبحة الصدرية المستقرة
– الذبحة الصدرية غير المستقرة
– الذبحة الوعائية التشنجية
– ذبحة برنزميتال
وقد تختلف أعراض الذبحة الصدرية من نوع إلى أخر، وهو ما سنتعرف عليه بالتفصيل فيما يلي.
ما هي أعراض الذبحة الصدرية؟
تختلف الأعراض على حسب نوع الذبحة التي تصيب الإنسان، ويمكن الإستدلال عليها عن طريق الآتي:
أعراض الذبحة الصدرية المستقرة:
– زيادة ضربات القلب بشكل ملحوظ عند بذل مجهود كبير ومرهق، مثل المشي لمسافات طويلة أو صعود السلم.
– لا يستمر الألم لأكثر من 5 دقائق، ومن المعتاد أن يختفي تدريجيًا عند الحصول على قسط من الراحة والهدوء لفترة، أو عند الحصول على جرعة معينة من دواء خاص بالذبحة.
– قد لا يكون الألم في الجانب الأيسر فقط، بل قد يصيب الذراعين ويصل لمنطقة الظهر وقد يصيب عدة مناطق أخرى في الجسم.
– قد تسبب الذبحة بالضغط النفسي على المريض والمعاناة من أمراض الضغط العصبي بشكل عام.
أعراض الذبحة الغير مستقرة:
– يستمر الألم لمدة كبيرة قد تزيد عن الـ 30 دقيقة.
– الشعور بالألم حتى في وقت الراحة دون بذل مجهود.
– عدم استجابة الألم للأدوية أو التخفيف من حدته.
– قد يؤدي الأمر إلى التعرض إلى نوبات قلبية خطيرة، قد تكون مهددة للحياة.
أعراض الذبحة الصدرية الوعائية التشنجية:
يحدث هذا النوع بسبب إصابة الأوعية الدموية في الشريان التاجي بخلل ما، مما يؤدي لحدوث تشنجات قد تعيق تدفق الدم بشكل طبيعي إلى عضلة القلب، ومن أعراضها الأكثر شيوعًا:
– الشعور بألم في الصدر.
– الشعور بالضغط النفسي بشكل مستمر.
– الشعور بالتعب والإرهاق عند بذل أقل مجهود.
– المعاناة من تقلبات مزاجية حادة.
– الشعور بضيق في التنفس.
– المعاناة من الأرق ومشكلات النوم المختلفة.
– الشعور بالوهن العام وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية.
– نقص في مخزون الطاقة بشكل ملحوظ.
أعراض ذبحة برنزميتال:
يعتبر هذا النوع نادر الحدوث، حيث وهي قد تحدث في أوقات مختلفة مثل أن تصيب الإنسان أثناء الراحة دون بذل مجهود، كما قد تصيب الإنسان أثناء النوم ليلًا.
وما يحدث خلال هذه الذبحة هو حدوث تشنجات في الوريد التاجي المغذي للقلب، مما قد يعيق تدفق الدم بكميات كافية إلى عضلة القلب، تصاحبها آلام شديدة في منطقة الصدر. يعتبر التدخين والتعرض لأزمة عاطفية من ضمن أهم مسببات هذا النوع على وجه التحديد.
أعراض الذبحة الصدرية لدى النساء:
قد تختلف الأعراض بين الرجال والنساء، وهو ما قد يسبب تأخر في الاستجابة لأعراض الذبحة الصدرية والتوجه للحصول على الرعاية في أسرع وقت. حيث قد لا يكون ألم الصدر هو العرض الأساسي لدى السيدات، مما قد يسبب خلط في التشخيص وتقدير أهمية العرض.
تعاني السيدات أيضًا من أعراض أخرى، مثل:
– الغثيان
– ضيق التنفس
– ألم في منطقة البطن
– ألم وعدم ارتياح في منطقة الرقبة والفك والظهر
– الشعور بألم في منطقة الصدر يشبه الطعن وليس كالرجال الشعور بثقل في الصدر.
ما هي أسباب الذبحة الصدرية؟
تظهر أعراض الذبحة الصدرية نتيجة قلة وصول الدم المغذي للقلب بالأكسجين بشكل عام، وهو ما يسبب الإصابة بما يسمى بالتروية (Ischemia).
ويكون ذلك نتيجة لتعرض الشرايين التاجية بخلل، يؤدي بطبيعة الحال إلى إعاقة تدفق الدم بشكل طبيعي وتغذية القلب بكمية الأكسجين المناسبة؛ ويكون ذلك بسبب تراكم الدهون على جدار الشريان أو تراكم ما يسمى بالصفائح الدموية، وهي أيضًا سببًا في تكون الجلطات الدموية.
من هذه النقطة يمكننا استنتاج عوامل عديدة يمكنها أن تسبب أعراض الذبحة الصدرية، وهو ما سنذكره تفصيلا فيما يلي.
عوامل الخطر:
– يعتبر التدخين العامل الأساسي في التسبب بتصلب الشرايين وتضيق الشريان التاجي.
– ارتفاع ضغط الدم بشكل مفرط وعدم السيطرة عليه، ويمكنك معرفة المزيد عن ضغط الدم المرتفع من خلال هذا المقال.
– ارتفاع مستوى الكوليسترول بشكل كبير، مما يزيد من ترسبات الدهون في الأوردة وتصبح أكثر ضيقًا، يمكنك معرفة المزيد عن الكوليسترول وأعراضه ومسبباته من خلال هذا المقال.
– ارتفاع ثلاثي غليسيريد الدم بشكل كبير، ويكون ذلك بسبب السمنة الزائدة ومرض السكري.
– قلة النشاط البدني وبذل المجهود.
– تعد السمنة أيضًا سببًا من أسباب ضيق الشرايين التاجية.
– كما يسبب مرض السكري العديد من المشكلات التي قد تؤدي إلى ظهور أعراض الذبحة الصدرية.
– يؤدي التوتر والتعرض للضغط النفسي بشكل مستمر أيضًا إلى تأثر الشرايين التاجية.
– تناول المشروبات الكحولية قد يسبب ضررا كبيرًا للشرايين.
ما هي مضاعفات الذبحة الصدرية؟
يكون المصاب بأعراض الذبحة الصدرية غير قادر على ممارسة العديد من الأنشطة الطبيعية وبذل المجهود بشكل عام في، وقد تؤدي الذبحة إلى ما هو أخطر وهو النوبات القلبية.
وتكون أعراض النوبة القلبية كالأتي:
– الشعور بالامتلاء والضغط في منطقة الصدر.
– ألم شديد في الصدر قد يستمر لأكثر من عدة دقائق.
– قد يكون الألم على شكل نوبات مستمرة متلاحقة.
– الشعور بالغثيان والقيء.
– الشعور بألم كبير في الجزء العلوي من البطن.
– ضيق في التنفس.
– التعرق بشكل مفرط وغير طبيعي.
– فقدان الوعي والإغماء.
– الشعور بالذعر والخوف الشديد.
عند ظهور أحد هذه الأعراض أو أكثر من عرض يجب التوجه المباشر والسريع إلى المستشفى أو لطبيب مختص لتلقي العلاج والرعاية اللازمة، قد يكون الحد الفاصل بين الحياة والموت مجرد عدة دقائق منذ ظهور الأعراض.
تشخيص وعلاج أعراض الذبحة الصدرية
يستطيع الطبيب تحديد إصابة شخصًا ما بأعراض الذبحة الصدرية عن طريق توجيه بعض الأسئلة للمريض يتبين من خلال إجاباتها إذا ما كانت هذه الأعراض خاصة بالذبحة أم لا. وتدور هذه الأسئلة حول تاريخ العائلة المرضي وإذا ما كان المريض يعاني من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو الكوليسترول.
كما يحاول الطبيب أن يستعلم عن مكان وشدة الألم، فتكون الأسئلة في المعتاد كالأتي:
هل يشعر المريض بضغط أو وخز في منطقة الصدر؟
أين موقع الألم بالتحديد؟
هل يصل الألم للرقبة أو الذراعين؟
متى بدأ الألم؟ وهل يزداد مع مرور الوقت؟
كم من الوقت استمر الألم؟ وما الذي قد يسبب تفاقم وازدياد الألم؟
هل يخفف التنفس العميق من الألم أو الجلوس والاستلقاء؟
هل يعاني المصاب من أعراض أخرى مثل الغثيان أو الدوخة؟
هل هناك صعوبة في البلع؟ أو حرقة في المعدة؟
عقب هذه الأسئلة، يمكن أن يتم إجراء العديد من الفحوصات التي من مهمتها تأكيد الإصابة من عدمها، وتتنوع هذه الفحوصات بين:
– تخطيط كهربية القلب ECG
– فحص إجهاد القلب
– تصوير الصدر بالأشعة السينية
– مخطط صدى القلب Echocardiogram
– تخطيط القلب بالإجهاد بالنظائر المشعة
– تصوير الأوعية الدموية
– فحوصات الدم
علاج أعراض الذبحة الصدرية
يكون العلاج في الغالب معتمد على الأدوية التي يصفها الطبيب، كما يتوجب على المريض تغيير نمط حياته بشكل كبير للحد من الأعراض والمضاعفات حتى يستطيع الحياة بشكل طبيعي والبعد عن المخاطر المهددة للحياة.
وينصح المريض باتباع الآتي إذا تم تشخيص حالته بالذبحة:
– تقسيم المجهود البدني وأن يتخلله أوقات من الراحة.
– الامتناع عن تناول الوجبات الدسمة والغنية بالدهون.
– الاسترخاء والبعد عن المجهود الغير لازم.
– الإقلاع تمامًا عن التدخين.
– تناول الأغذية الصحية والحصول على وجبات غنية بالمواد الغذائية.
– الحفاظ على وزن صحي ومثالي، مما يسيطر أيضًا على أمراض عديدة مثل مرض السكري والسمنة والكوليسترول.
كما قد تكون الحالة في حاجة إلى تدخل جراحي إذا تتطلب الأمر، حيث يتم تركيب دعامة في الشريان التاجي لتوسعة مجرى الدم والتغلب على أي عائق قد يسبب عدم تدفق الدم بشكل كافي إلى عضلة القلب. في الغالب لا يتم الاعتماد على هذا الحل كحل أساسي، فيتم وصف أدوية للمريض مع تغيير نمط الحياة لفترة، ثم تحديد إذا ما كانت الحالة تستدعي التدخل الجراحي.
الوقاية من أعراض الذبحة الصدرية
من أجل تجنب مثل هذه الإصابة، والبعد عن مضاعفاتها الخطيرة، ينصح باتباع بعض النصائح من أجل الظفر بحياة صحية:
– الإقلاع عن التدخين.
– مراقبة الأمراض المزمنة مثل ضغط الدم والكوليسترول ومرض السكري، والحفاظ على مستويات صحية.
– الحفاظ على وزن صحي.
– الحفاظ على نظام غذائي صحي غني بالمواد الغذائية الأساسية.
– ممارسة الرياضة والنشاط البدني بشكل يومي، ولكن مع عدم التحميل الزائد على القلب ووظائف الجسم المختلفة.
– السيطرة على التوتر والبعد عن أي مصدر للقلق.
