ما هي مضاعفات الضغط العالي؟ وكيفية مواجهتها

يبدأ المشهد بأب يتحاور مع أحد أبنائه ويحاول إقناعه بأمر ما، بينما الابن غير مبال ولا يكترث لما يقوله الأب، وفي لحظة الانفجار ينفعل الأب بشكل مبالغ فيه ويضع إحدى يديه فوق رأسه ويقول: “الضغط علي حد يجبلي الدواء بسرعة.”

بينما قد يكون هذا المشهد مستوحى من أغلب الأفلام والمسلسلات القديمة التي لم تعد تجدي أو تقدم أي جديد، إلا أن الضغط العالي قد يكون له مضاعفات كثيرة قد تهدد سلامة حياة المصاب به بشكل خطير، وهو الأمر الذي يدعونا إلى مناقشة الأمر بشكل جدي لعرض أهم مضاعفات الضغط العالي والتعرف على كيفية مواجهتها.

في بداية الأمر، دعونا نتعرف على جوانب ضغط الدم، ومتى يتم تشخيص المريض على أنه مصاب بالضغط العالي:

ينقسم قياس ضغط الدم إلى رقمين، رقم علوي وهو الضغط الانقباضي ثم الرقم السفلي الذي يسمى بالضغط الانبساطي.

 

ماذا يعني ارتفاع ضغط الدم الانقباضي؟

الضغط الانقباضي هو قياس ضغط الدم في الأوردة والشرايين أثناء انقباض عضلة القلب لضخ الدم، ويتم تصنيفه بالضغط العالي في حالة تجاوز القياس 120 mmhg، وهي وحدة قياس ضغط الدم.

ماذا يعني ارتفاع ضغط الدم الانبساطي؟

الضغط الانبساطي هو قياس ضغط الدم في الأوردة الشرايين أثناء الفترة التي تتوسط انقباض عضلة القلب لضخ الدم، ويعد القياس المثالي للضغط الانبساطي هو 80 mmhg، وعند تجاوز هذا الرقم يتم تصنيفه بالضغط العالي.

تختلف المعدلات الطبيعية لضغط الدم طبقًا لعدة عوامل، كما يتم التشخيص بالضغط العالي في حالة تجاوز قراءة القياس لحد معين، ليس بالضرورة تجاوز القياس المثالي المذكور فيما سبق.

فعلى سبيل المثال، قد يتساءل أحدهم: هل ضغط الدم 150 مرتفع؟

في المطلق تكون الإجابة نعم، ولكن يجب أولًا قياس الدم بشكل دوري لفترة زمنية محددة يحددها الطبيب، من اجل التعرف إذا ما كان هذا الارتفاع مستمر أم أنه كان لفترة قصيرة لأسباب معينة. وفي حالة بقاء القياس في هذه المستويات قد يتم التشخيص بالضغط العالي ويتم وضع خطة علاجية من قبل الطبيب المعالج.

يمكنك التعرف على تفاصيل تخص قياس الضغط العالي أو المنخفض وكيفية التعامل مع كلاهما بشكل أكثر تفصيلًا عن طريق هذا المقال.

 

اعراض الارتفاع ضغط الدم

 

ما هي أعراض ارتفاع ضغط الدم؟

تختلف أعراض ارتفاع ضغط الدم بين مريض وآخر طبقًا لعوامل كثيرة، كما أيضًا قد يكون الإنسان مصاب بالضغط العالي دون أن تكون هناك أعراض ظاهرة، وهي ليست في حالات قليلة أو نادرة بل أن هذه الحالة تعد الأكثر شيوعًا.

من هذا المنطلق يتبين لنا أهمية قياس ضغط الدم بصفة مستمرة من أجل ترقب مستويات الضغط وتجنب الإصابة بالضغط العالي والتعامل معه في الوقت المناسب لتجنب المضاعفات الخطيرة التي قد تنتج عنه.

على الجانب الأخر، قد يكون هناك بعض الأعراض المتعارف عليها، والتي يتم ربطها بالضغط العالي بشكل مستمر، وهي أعراض متكررة والأكثر شيوعًا بين من أصيب بالضغط المرتفع وكانت هناك أعراض ظاهرة وواضحة.

من ضمن الأعراض الأكثر شيوعًا، يمكننا أن نذكر التالي:

–        صعوبة في التنفس

–        الشعور بالصداع

–        نزيف الأنف وهي في الحالات الحرجة والتي يرتفع فيها الضغط بطريقة تهدد سلامة المريض.

من المرجح أن يشعر الإنسان بالصداع في حالات انخفاض ضغط الدم كذلك، وهو ما يشير إلى تساؤل: ما هو الفرق بين صداع الضغط العالي والمنخفض؟

في حالات ارتفاع ضغط الدم وفي حالة ظهور الصداع كأحد الأعراض، يكون الصداع عادة في الأجزاء الجانبية من الرأس. أما في حالة الضغط المنخفض، يكون الصداع أثناء الوقوف أو الجلوس، بينما يختفي في حالة الاستلقاء.

 

ما هي أنواع الضغط العالي؟

يعد هناك نوعين للضغط العالي، النوع الأساسي والنوع الثانوي، ويكون لكلًا منهما أسباب محددة، والتي يمكن عرضها كالتالي:

–        الضغط العالي النوع الأساسي:

قد يصيب البالغين دون سبب واضح ولا يعرف العلماء سبب له حتى الآن، ومن المعتاد أن يرتفع مستوى الضغط تدريجيًا مع مرور الوقت والتقدم في العمر.

–        الضغط العالي النوع الثانوي:

وهو يحدث كنتيجة ضمنية لحدث آخر، يظهر بشكل مفاجئ دون تمهيد وعادة ما تكون مستويات الضغط له أعلى مقارنة بالضغط العالي النوع الأساسي.

هناك العديد من الأمراض والحالات الصحية التي قد تؤدي للإصابة بالضغط المرتفع النوع الثانوي، من ضمنها يمكننا أن نذكر التالي:

–        توقف التنفس أثناء النوم

–        أمراض الكلى

–        أورام الغدة الكظرية

–        مشكلات الغدة الدرقية

–        قد يكون السبب عائد لعيب خلقي منذ الولادة خاص بالأوعية الدموية

–        قد تؤدي العديد من الوصفات الطبية والعلاجات إلى الإصابة بالنوع الثانوي من الضغط العالي، مثل حبوب منع الحمل، علاجات نزلات البرد، مزيلات الاحتقان، وبعض مسكنات الألم.

–        كما يعد تعاطي بعض أنواع المخدرات سببًا للإصابة بارتفاع ضغط الدم من النوع الثانوي.

يعد الضغط المرتفع خطرًا غير مسموع في الكثير من الحالات، وقد يسبب العديد من المضاعفات الخطيرة التي قد تقود المريض إلى ما هو أخطر من مجرد الشعور بصداع في الرأس. لذا ومن هذا المنطلق، سنعرض تاليًا أهم مضاعفات الضغط المرتفع التي تؤثر بشكل خطير على صحة المريض.

 

مضعافات الضغط

 

مضاعفات الضغط العالي 

تختلف مضاعفات ارتفاع ضغط الدم، وقد تؤدي إلى مشكلات وحالات صحية خطيرة، من بينها يمكننا أن نذكر التالي:

        الازمات القلبية أو السكتات الدماغية:

حيث قد يسبب ارتفاع ضغط الدم تصلب الشرايين والأوردة بشكل خطير، مما قد يعيق تدفق الدماء بشكل طبيعي ويسبب الأزمات القلبية أو السكتات الدماغية.

        تمدد الأوعية الدموية:

استمرار حالة ضغط الدم المرتفع دون السيطرة عليها، قد يسبب إضعاف الأوعية الدموية أو انتفاخها، مما يقود بالضرورة إلى حالة تمدد الأوعية الدموية والتي بدورها قد تسبب تمزق الأوعية الدموية وقد تكون مهددة للحياة.

 

فشل عضلة القلب

 

        فشل عضلة القلب:

قد يكون ضخ الدم في الأوعية الدموية والشرايين التي تعاني في الأساس من ارتفاع ضغط الدم بها أمرًا مرهقًا لعضلة القلب، مما يستوجب بذل مجهود أكبر وبشكل مضاعف. تؤدي تلك الحالة إلى تضخم الحجرة المسؤولة عن ضخ الدم في القلب، مما قد يؤدي في النهاية إلى فشل عضلة القلب عن العمل تمامًا.

 

        ضعف وضيق الأوعية الدموية في الكلى:

يقود اختلال معدلات ضغط الدم في الأوعية الدموية المغذية للكليتين إلى ضيق تلك الأوعية الدموية بشكل ملحوظ، مما يؤثر على كمية الدم الواصلة للكلى، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على أداء الكليتين وقد يصل الأمر إلى الفشل الكلوي في بعض الحالات.

 

        تضخم أو ضيق أو تمزق الأوعية الدموية المغذية للعين:

كما هو الحال في الكلى، تعد العين معرضة لهذا الخطر بشكل كبير نتيجة لضغط الدم المرتفع، وقد يصل الأمر إلى فقدان البصر بشكل كامل.

 

        مشكلات الذاكرة والاستيعاب:

يؤثر ضغط الدم المرتفع على قدرة الإنسان في التذكر واستيعاب المعلومات التي يتعرض لها خلال اليوم الطبيعي، كما قد يؤثر الضغط العالي على التفكير واتخاذ القرارات بشكل سليم وطبيعي.

 

        الخرف:

يعد ضيق الأوعية الدموية المغذية للمخ من الأسباب الأساسية التي قد تسبب الخرف على المدى البعيد، وهو ما قد يكون نتيجة لارتفاع ضغط الدم بشكل أساسي لفترات طويلة دون السيطرة عليه كما ينبغي.

 

        العجز الجنسي:

قد يقود ضغط الدم المرتفع إلى العديد من المشكلات في الانتصاب فيما يخص الرجال، وكذلك قد يؤثر على الرغبة أو الشهوة الجنسية للسيدات.

 

        الذبحة الصدرية:

قد يقود ارتفاع ضغط الدم إلى الإصابة بالذبحات الصدرية، نتيجة لعدم قدرة عضلة القلب على ضخ الدم بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى نقص كمية الدم الواصلة للقلب وبالتالي التسبب بالإصابة بذبحة صدرية.

 

 ضغط الدم المرتفع والكوليسترول

يقود الضغط العالي كذلك إلى تأثير كبير في مستويات الكوليسترول، وهو الأمر الذي قد يسبب ضررًا بشكل أكبر وعلى مستوى أوسع نطاق.

من المعروف أن ارتفاع ضغط الدم قد يؤثر على معدل الأيض، مما قد يسبب السمنة بشكل أو بأخر. ولكن تكمن المشكلة في تأثير ارتفاع ضغط الدم على مستويات الكوليسترول نتيجة لذلك. ينتج عن عن ذلك نقص مستوى الكوليسترول عالي الكثافة (الكوليسترول الجيد) وعلى النقيض يرتفع مستوى الكوليسترول منخفض الكثافة (الكوليسترول الضار)، وهو ما يقود إلى الإصابة بأضرار ارتفاع مستوى الكوليسترول بالإضافة إلى الضرر الأساسي الذي ينتج عن ارتفاع ضغط الدم.

نتيجة لهذا التأثير، يكون المريض معرض بشكل أكبر إلى الإصابة بمرض السكري والأزمات القلبية والسكتات الدماغية.

مع تعدد المضاعفات الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم، ترتفع الرغبة في معرفة كيفية علاج الضغط العالي بشكل يمنع حدوث مثل هذه المضاعفات وتجنبها إن أمكن.

 

علاج الضغط العالي

 

علاج الضغط العالي

ماذا تفعل إذا كان ضغط الدم مرتفع؟

وهو أحد أهم الأسئلة التي يبحث الجميع عن إجابة شافية له.

في حقيقة الأمر، لا يوجد علاج يقضي تمامًا على ارتفاع ضغط الدم ويجعلنا نعلن أن هذا هو علاج الضغط العالي بلا شك. لكن الأمر يعتمد على بعض السلوكيات التي يتم وضعها من قبل الطبيب المعالج، تعتمد في الأساس على تغيير نمط الحياة واتباع حميات غذائية معينة تقلل من خطر تفاقم الأمر والوصول إلى ما قد تسببه المضاعفات السابق ذكرها.

يعتمد علاج الضغط العالي كذلك وبشكل أساسي على العلاج الدوائي، وهو ما قد يصبح أمرًا ملازمًا للمريض طوال الحياة حتى يتجنب ارتفاعات الضغط العنيفة التي قد تسبب أضرار كبيرة. يتم وصف العلاج المناسب للحالة من قبل الطبيب المعالج فقط، وهو الوحيد الذي يستطيع تحديد نوع العلاج والجرعة المناسبة للمريض طبقًا لمدى تطور الحالة ومعتمدًا على متابعة دورية لمستوى الضغط العالي لفترة محددة.

كما يعتمد علاج الضغط العالي في الأساس على الوقاية، وهو ما قد يتحقق من خلال اتباع نظام حياة صحي، ومن أهم النصائح التي يتم اقتراحها من أجل تجنب الإصابة أو حتى علاج الضغط العالي يمكننا أن نذكر التالي:

1-        ممارسة الرياضة بصفة يومية (على الأقل 45 دقيقة يوميًا)

2-        الابتعاد عن المأكولات ذات نسب أملاح مرتفعة بشكل مبالغ فيه (الأسماك المجففة)

3-        تناول كميات كبيرة من الخضروات والفاكهة

4-        شرب كميات مناسبة من المياه يوميًا

5-        متابعة وقياس مستوى ضغط الدم بشكل دوري (خاصة لمن فوق سن الـ 40)

إذا أردت معرفة المزيد عن طرق الوقاية وعلاج الضغط العالي يمكنك قراءة هذا المقال

Complications-of-high-pressure-infographic

ارسل رسالة
اطلب الرعاية الصحية المنزلية الآن