تلتحم عظام الإنسان في عدة نقاط تسمى المفاصل، ويؤدي هذا الاحتكاك فيما بينهم إلى العديد من المشكلات قد تظهر فيما بعد على المدى الطويل. بين كل هذه المفاصل، تأتي الركبة في مقدمة الأكثر تعرضًا لمثل هذه المشكلات نتيجة للاحتكاك المستمر والدائم في أغلب نشاطات الحياة اليومية، وهو ما يسمى بـ خشونة في الركبة. من الشائع أن يصاب الإنسان بها مع التقدم في العمر، وفي حقيقة الأمر، هي أحد علامات الشيخوخة المتزايدة مع مرور الوقت، وهو ما يقود إلى البحث على علاج خشونة الركبة بشكل فعال.
من المعروف أن تسبب أعراض خشونة الركبة الكثير من العواقب المترتبة عليها، لتكون صعوبة الحركة بشكل طبيعي في مقدمة العواقب الأكثر تأثيرًا. من هذا المنطلق، يتساءل العديد عن ما هي الخشونة في الركبة و أسبابها وطرق علاجها.
ما هي خشونة الركبة؟
تعتبر أعراض خشونة الركبة من ضمن نتيجة لما يسمى بـ الفصال العظمي، وهو ما يسبب التهابات المفاصل بشكل عام في جميع أنحاء الجسم. ويكون الأمر أكثر تأثيرًا على مفصلي الركبة لما يتحمله من تحمل دائم لوزن الجسم أثناء جميع حركات الإنسان. وهو ما يقود إلى تأكل وتفتت الغضاريف المتواجدة في المفصل والتي تضمن مرونة الاحتكاك والحركة، وهو ما يسبب الآلام الناتجة عن الحركة.
كما يصاحب تأكل الغضاريف، التهابات في الغشاء المبطن للمفصل، وهو المسئول عن إفراز مواد تزيد من مرونة المفصل أثناء الحركة. ويؤدي ذلك إلى تجمع هذه السوائل فوق الركبة، وهو ما يسمى مياه على الركبة مصاحب بتورم، وهو من أكثر أعراض خشونة الركبة شيوعًا.
عادة ما يعتمد علاج خشونة الركبة على العديد من الطرق والأساليب، والتي يحددها الطبيب المختص على حسب حالة المريض ومدى تآكل الطبقة الغضروفية. وتتنوع طرق العلاج بين الأدوية والعلاج الطبيعي، كما قد يكون هناك حالة ملحة للتدخل الجراحي في بعض الأحيان الأخرى.
في ظل تشعب أسباب وأعراض خشونة الركبة، كذلك تنوع طرق علاج خشونة الركبة، خصصنا هذا المقال لعرض جميع جوانبها، وحتى التعرف على طرق الوقاية والعلاج والسيطرة على مدى تطور تآكل الغضاريف.
أسباب خشونة في الركبة
تتعدد الأسباب وتختلف من شخص لآخر، حيث قد لا يمكن حصر الأمر فقط على التقدم في العمر وأعراض الشيخوخة.
ومن ضمن الأسباب الأكثر شيوعًا يمكننا أن نذكر:
– العمر: كما ذكرنا، وهو العامل الأساسي بلا شك، حيث تقل قوة تحمل الغضاريف مع مرور الوقت والتعرض المستمر للاحتكاك؛ يبدأ الأمر في تشكيل خطورة عند تجاوز عمر الـ 45 وتتصاعد الأعراض مع مرور الوقت.
– الوراثة: يظن العديد من الباحثين أن هناك رابط بين الإصابة بخشونة في الركبة والعوامل الوراثية، ويعتقد أن خطر الإصابة يزداد بشكل كبير عندما يكون هناك مصاب في العائلة من قبل، وخاصة أحد الوالدين.
– نوع المريض: حيث إحصائيا، تزيد نسبة الإناث المصابة بأعراض خشونة الركبة أكثر من نسبة الرجال بشكل ملحوظ، خصوصًا عند تجاوز سن الـ 50.
– الإصابة بأمراض روماتيزمية: مثل أمراض النقرس و الروماتويد في المراحل المتأخرة من المرض قد يسببوا خشونة في الركبة.
– الإجهاد المتكرر: يكون ذلك بسبب العديد من النشاطات اليومية المتكررة، والتي تقود إلى تلف الغضروف في مفصل الركبة بشكل بالغ ومتكرر، مثل صعود ونزول السلم بشكل مستمر، ثني مفصل الركبة لفترات طويلة، الجلوس في وضع القرفصاء لفترات طويلة، كذلك التحميل على مفصل الركبة لفترات طويلة بطرق غير صحية، وغيرها من الأنشطة اليومية.
– إصابات سابقة: تزيد نسبة الإصابة بأعراض خشونة الركبة في حالة التعرض لكسور مفصلية أو قطع في الرباط الصليبي أو الهلالي دون تلقي الرعاية اللازمة في توقيت مبكر من حدوث الإصابة.
– السمنة والوزن الزائد: كلما تم وضع ضغطًا أكبر على الركبتين، كلما زاد خطر الإصابة بأعراض خشونة الركبة، من هذا المنطلق يمكننا أن نستوضح أن الوزن الزائد والسمنة يشكلان ضغطًا إضافيًا لم تصمم الركبة لتحمله. في حقيقة الأمر، تعد السمنة من أهم وأكثر الأسباب شيوعًا.
تأثير السمنة على خشونة في الركبة
تشير العديد من الدراسات إلى أن السمنة مرتبطة ارتباطا طرديًا مع أعراض خشونة الركبة، حيث تشير الكثير من المؤشرات أن زيادة بدرجة واحدة في مؤشر كتلة الجسم (BMI)، يمكنها أن تزيد من سرعة تأكل الغضاريف بنسبة قد تصل إلى 11%.
إذا أردت أن تعرف كيف يتم حساب مؤشر كتلة الجسم تحديدًا والتعرف بشكل أكبر على مضاعفات السمنة، يمكنك قراءة هذا المقال.
أعراض خشونة الركبة
هناك العديد من أعراض خشونة الركبة التي تشير إلى الإصابة بخشونة في الركبة، وهي تختلف بين مصاب وآخر طبقًا لعدة عوامل.
تتكون أعراض خشونة الركبة من الأتي:
– الشعور بالألم بشكل عام في مفصل الركبة، ويزداد الألم مع الحركة، مثل المشي لمسافات طويلة وصعود السلالم وغيرها. كما أن الألم قد يتطور مع تدهور حالة المفصل ليصل الأمر إلى الشعور بألم شديد في الركبة أثناء الراحة والنوم والاسترخاء.
– تورم الركبة، وهو ما يصاحب التهاب الغشاء المبطن للمفصل، وارتشاح السوائل وتجميعها فوق الركبة بشكل كبير، مما يسبب تورمها.
– ازدياد درجة حرارة الركبة بشكل ملحوظ وتهيج الركبة وتغير لون الجلد.
– التيبس أو نقص مدى المفصل أثناء الحركة نتيجة لتورم الركبة أو تكون زوائد عظمية.
– ظهور تشوهات في الركبة والشكل الخارجي، وتختلف على حسب درجة الخشونة وتقدمها في الحدة.
– صدور صوت طقطقة أثناء حركة الركبة.
– تقوس الساقين نتيجة لتأكل العظام من جهة واحدة دون الأخرى.
درجات أعراض خشونة الركبة
تأتي الأعراض في درجات متعددة، تكون كل درجة منها أكثر خطورة من سابقتها. حيث تتطور الأعراض بشكل كبير وتصل إلى مراحل مهددة قدرة المريض على الحركة الطبيعية، وهو ما يستدعي طلب علاج خشونة الركبة في أسرع وقت، ومنذ بداية ظهور الأعراض الأولية.
تنقسم الأعراض إلى أربع درجات كما يلي:
– الدرجة الأولى:
هي بداية الإصابة بأعراض خشونة الركبة، في أغلب الحالات لا يكون هناك عرض واضح أو مؤثر بشكل كبير على المريض.
في بعض الحالات، قد يكون هناك شعور طفيف بالوخز خلف مفصل الركبة أثناء القيام بالعديد من النشاطات مثل صعود السلم.
خلال هذه المرحلة، لا يكون هناك علاج خشونة الركبة مخصوص، بل يكون الأمر معتمد بشكل كبير على القيام بالعديد من النشاطات اليومية بشكل مختلف واتباع نظام حياة أكثر صحة.
ينصح باتباع الخطوات التالية:
القيام بالعديد من التمارين والتدريبات التي تخص تقوية مفصل الركبة بشكل يومي.
الحصول على وجبات غنية بالمواد الغذائية المتكاملة.
تجنب حمل الأوزان الثقيلة.
الحفاظ على وزن مثالي واتباع حمية غذائية لتجنب الوزن الزائد والسمنة.
– الدرجة الثانية:
تأخذ الأعراض منحنى تصاعدي، تصل هذه المرحلة إلى ظهور عدة أعراض أكثر وضوحًا دون أن تشكل عائقا كبيًرا على حركة المريض.
تكون الأعراض عادة متمثلة في وخز وألم في مفصل الركبة بشكل متقطع، كما قد يشعر المريض بتيبس في المفصل في أعقاب الجلوس طويًلا أو القيام بمجهود بدني كبير مثل الجري أو المشي، كما قد يشعر بهذا التيبس عند الاستيقاظ صباحًا.
من أجل التشخيص الدقيق، ينصح دائمًا بالتوجه إلى طبيب متخصص والقيام بالفحوصات اللازمة، وذلك للحصول على العلاج المناسب للحالة ومنع تتطور الأعراض والوصول لمراحل أكثر خطورة.
خلال تلك المرحلة، تظهر العديد من النتوءات في عظام المفصل، وهو ما قد يكون ظاهرا من خلال القيام بالأشعة السينية، ويكون دليلًا على الوصول للمرحلة الثانية من أعراض خشونة الركبة.
– الدرجة الثالثة:
تكون هذه المرحلة من أعراض خشونة الركبة بمثابة المرحلة المتوسطة من الأعراض، حيث تبدأ العديد من العلامات في الظهور والتأثير على الحياة اليومية للمريض بشكل كبير.
في هذه المرحلة، تآكل الغضاريف بشكل كبير مما يؤدي إلى ازدياد الاحتكاك بين عظام المفصل وبالتالي تآكل العظام بدورها وتسبب الشعور بالألم بشكل كبير. يكون الألم أكبر وأكثر تأثيرًا على المريض عند القيام بمجهود بدني كبير أو حمل أوزان ثقيلة، كما تزيد السمنة والوزن الزائد من سوء الحالة وحدة الأعراض.
خلال تلك المرحلة، يصف الطبيب العديد من الأدوية والعلاجات التي من دورها تخفيف الألم والمساهمة في تعويض التأكل الناجم عن الاحتكاك، كما قد ينصح بالراحة التامة وتجنب بذل مجهودات بدنية زائدة مع عدم القيام بالنشاطات الشاقة.
في الكثير من الأحيان، ينصح باللجوء إلى العلاج الطبيعي، والذي يساعد المريض على تجنب الألم، كما يساهم في ازدياد فرص الشفاء. من جانبها، توفر حكيمة العديد من خدمات التمريض المنزلي، كما توفر خدمة خاصة للعلاج الطبيعي المنزلي، يقدم عن طريق أخصائي علاج طبيعي من خلال زيارات منزلية.
– المرحلة الرابعة:
وهي المرحلة الأكثر خطورة والأكثر تأثيرًا على مجرى حياة المريض، تكون خلالها أبسط الحركات والأفعال مسببة لآلام شديدة في المفصل.
خلال تلك المرحلة، تأكل العظام نفسها بشكل كبير بفعل الاحتكاك المستمر دون طبقة حماية، وهي الغضروف. لذلك تعيق أعراض خشونة الركبة خلال تلك المرحلة من القيام بالعديد من النشاطات اليومية الطبيعية، كما قد يصاب المريض بقطع في الرباط الهلالي على الأغلب.
في الكثير من الأحيان، قد يلجأ الطبيب المعالج إلى التدخل الجراحي لاستبدال المفصل بالكامل بمفصل صناعي، يتم تحديد ذلك طبقا لاحتياج المريض ومدى قابلية المفصل للعلاج دون ذلك.
انطلاقًا من تلك المراحل، نجد أن كلما كان العلاج مبكرًا، كلما كان الأمر سهلا يسيرًا لتجنب المضاعفات المتلاحقة وعدم المساس بطبيعة الحياة للمريض وقدرته على ممارسة نشاطاته اليومية.
وهو ما يستدعي أن نتساءل، ما هي طرق علاج خشونة الركبة؟
وكيف أتفادى خشونة في الركبة؟
علاج خشونة الركبة
تتنوع طرق علاج خشونة الركبة طبقًا لمرحلة الأعراض واحتياج المريض، لكن من المؤكد أن الطبيب هو من يحدد الخطة العلاجية المطلوبة طبقا للعديد من الفحوصات.
تختلف طرق علاج خشونة الركبة كالأتي:
علاج خشونة الركبة بالأدوية:
قد يصف الطبيب العديد من الأدوية التي تساعد المريض على تماثل الشفاء وتسكين الألم. وتتنوع الأدوية كالتالي:
– مضادات الالتهابات
– مسكنات موضعية
– حقن الستيرويد
– مكملات الجلوكوزامين، وهي المواد التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي داخل الغضروف.
علاج خشونة الركبة بالطرق الطبيعية:
يعتمد علاج خشونة الركبة في الأساس على عدة عوامل قد تكون كافية للعلاج وتجنب المضاعفات، خاصة في المراحل المبكرة من الإصابة.
تكون هذه العلاجات كالتالي:
– خسارة الوزن الزائد وتجنب السمنة، وهي التي بدورها تساعد على تجنب العديد من الأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم والكوليسترول.
– ممارسة الرياضة والتمرينات بشكل منتظم.
– استخدام الكمادات الباردة والساخنة.
– العلاج بالتدليك، وهو ما قد يتطلب علاج طبيعي.
– ممارسة التمارين الرياضية في الماء.
– الحصول على قسط كافي من النوم يوميًا.
علاج خشونة الركبة بالجراحة:
يقرر الطبيب التدخل الجراحي في الحالات التي لم تستجب للعلاج بالطرق الطبيعية، ومع تضاعف الأعراض بشكل كبير مما يعيق المريض من ممارسة حياته بشكل طبيعي.
ينقسم علاج خشونة الركبة عن طريق الجراحة إلى طريقتين:
– جراحة المنظار: وهي تستخدم لمن هم دون سن الـ 40.
– جراحة استئصال أجزاء من عظام المفصل.
– جراحة استبدال المفصل بشكل كامل.
من جانب آخر، يعتمد علاج خشونة الركبة الأكثر فاعلية على تجنب المرض من الأساس، واتباع أسلوب حياة صحية وممارسة الرياضة بشكل يومي.