كيف تحمي طفلك من الفيروس المخلوي التنفسي؟

من المثير للحذر أن يكون هناك انتشار واسع للفيروس المخلوي التنفسي في أعقاب جائحة كان لها تأثير كبير على جميع المجتمعات، ولكن قبل أن تشعر بالذعر أو القلق عليك أن تفهم جميع جوانب هذا المرض لتستطيع حماية عائلتك وخصوصًا أطفالك.

في حقيقة الأمر، قد يصيب الفيروس المخلوي التنفسي البالغين أيضًا، لكنه قد يكون أكثر تأثيرًا على الأطفال الرضع وخاصة في سن الـ 12 شهرًا، وهو سريع الانتشار لدرجة تصل أنه يعتقد طبقًا للعديد من الدراسات أن أغلب الأطفال في عمر السنتين سيكونون قد أصيبوا بالمرض على الأقل مرة واحدة.

على الجانب الأخر، قد يكون الفيروس المخلوي التنفسي مهدد للبالغين بمختلف أعمارهم، ولكن بتأثير أقل نسبيًا بأعراض خفيفة إلى متوسطة. لكنه لا يزال خطرًا على المصابين بأمراض مزمنة أهمها أمراض الرئتين والقلب والأمراض المناعية، وبالتأكيد قد يسبب مضاعفات خطيرة لكبار السن.

قبل أن نعرض لك أعراض وخصائص الفيروس المخلوي التنفسي، يجب أن تعرف أولاً ما هو هذا الفيروس.

 

ما هو الفيروس المخلوي التنفسي؟

الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) يصيب في الأساس الرئتين، ويعد من الفيروسات الموسمية التي ينشط انتشارها في أواخر فصل الخريف وبداية فصل الربيع. وهو من الأمراض التي تصيب الأطفال الرضع بشكل كبير وهو ما يفسر لماذا دائمًا يطلق عليه RSV الرضع.

تشير الإحصائيات إلى فاعلية الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا في تجنب الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي، حيث سجل العام 2020 أقل معدل للإصابة به خلال موسم الخريف. التأثير المشترك بين هذا المرض وفيروس كورونا سنعرض بشكل أكثر تفصيلاً فيما يلي.

 

ما هي أعراض الفيروس المخلوي التنفسي؟

ما هي أعراض الفيروس المخلوي التنفسي؟

تتشابه أعراض الفيروس المخلوي التنفسي مع أعراض الإنفلونزا وأدوار البرد، وتتراوح فترة حضانة الفيروس – وهي الفترة بين الإصابة بالمرض وبداية ظهور الأعراض – بين 4 لـ 6 أيام.

يسبب الفيروس للبالغين والأطفال الأكبر سنًا أعراض متوسطة دون مضاعفات خطيرة في أغلب الأوقات، ولكن قد يكون الأمر خطيرًا لمن يعانون من أمراض القلب مثل الضغط المرتفع أو أمراض ضعف المناعة. على الجانب الأخر يسبب الفيروس المخلوي التنفسي أعراض حادة وشديدة للأطفال الرضع حتى سن السنتين.

تكون أعراض الفيروس المخلوي التنفسي في الحالات المتوسطة كالتالي:

–        احتقان الأنف

–        سيلان الأنف

–        سعال جاف

–        ارتفاع طفيف في درجة الحرارة

–        إلتهاب الحلق

–        العطس المستمر

–        الشعور بصداع

أما فيما يخص الأعراض الأكثر حدة والتي تصيب الأطفال الرضع ومن هم أكثر عرضة للمضاعفات، يمكننا أن نذكر أهمهم وأكثرهم تأثيرًا كالتالي:

 

–        صعوبة في التنفس، تنفس سريع أو بطئ للغاية

–        تشد أنسجة وعضلات الصدر للداخل مع كل تنفس

–        السعال الشديد

–        عدم القدرة على تناول الطعام والتغذية السيئة

–        الشعور بالوهن والخمول الشديد والتعب المبالغ فيه

–        الشعور بالتهيج

 

علاقة الفيروس المخلوي التنفسي بفيروس كورونا

يعد الفيروس المسبب لكوفيد-19 الفيروس المخلوي التنفسي الاثنين من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي للإنسان، لذا من الطبيعي أن تتشابه العديد من الأعراض بينهما.

ولكن قد يكون تأثير فيروس الكورونا على الأطفال أخف حدة بكثير مقارنة بالفيروس المخلوي التنفسي، حيث تكون في المعتاد أعراض خفيفة إلى متوسطة.

يسبب الفيروس المخلوي التنفسي العديد من المشكلات الصحية التي بدورها تسبب ضعفًا للمناعة وبالتالي يكون المريض أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات فيروس كورونا والمعاناة من الأعراض الشديدة والأكثر حدة. كما قد يصاب الإنسان بالمرضين في وقت واحد، مما يجعل الأعراض أكثر حدة وخطورة.

في الآونة الأخيرة، سجل انتشار واسع الفيروس المخلوي التنفسي خاصة للأطفال والرضع، كما سجلت العديد من الحالات بين البالغين وكبار السن، وربما اختلط الأمر على العديد ظنًا منهم أنها قد تكون إصابة بفيروس كورونا. لذا من الأفضل أن نوضح ما هي أسباب الإصابة بالفيروس المخلوي، وما هي عوامل خطورة العدوى بشكل عام، تركيزًا على الأطفال، حتى تتمكن من اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أطفالك وعائلتك.

 

أسباب الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي

 

أسباب الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي

تعد أسباب وطرق الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي متشابهة بشكل كبير مع جميع الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي، مثل الأنفلونزا وأدوار البرد وفيروس كورونا، حيث تنتقل العدوى من المريض إلى الشخص السليم عن طريق الهواء الملوث بقطرات بها العدوى. ثم تدخل إلى جسم الإنسان من خلال عدة طرق، منها:

–        الأنف

–        الفم

–        العينين

كما قد ينتقل الفيروس من خلال الاحتكاك المباشر مع الأسطح الملوثة به، أو من خلال تصافح الأيدي.

يتمكن الفيروس المخلوي التنفسي من الانتقال والتسبب في العدوى في حالة أن مصاب أو حامل للفيروس قام بالسعال أو العطس بجانبك، أو بالأخص بجانب طفلك. كما أثبتت العديد من الدراسات أن الفيروس يستطيع أن يبقى فعال ومؤثر ومسبب للعدوى على الأسطح المختلفة لعدة ساعات.

من هذا المنطلق، يتعين عليك دائمًا الاعتناء بنظافة وتعقيم جميع أدوات طفلك والألعاب التي يحب أن يستخدمها بشكل دوري، حتى تقلل خطر إصابة طفلك بالعدوى على قدر الإمكان.

خلال العديد من الدراسات، استطاع العلماء أن يكتشفوا أكبر فترة يكون خلالها الشخص المصاب له تأثير كبير في نشر العدوى، وهي خلال الأسبوع الأول من الإصابة. وقد يستمر خطر نشر العدوى حتى بعد انتهاء ظهور الأعراض بفترة قد تصل إلى 4 أسابيع، خاصة في حالات الإصابة المتعلقة بأطفال ذوي مناعة ضعيفة.

في ضوء كل تلك المعلومات السابق ذكرها، قد تتساءل عن ما هي العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي. وهو الأمر الذي قد يعطيك القدرة على التعامل مع الأمر بشكل أفضل من أجل توفير أقصى مستوى من الحماية لطفلك ضد العدوى، والتعامل بشكل مناسب في حالة حدوث الإصابة دون أن تشكل خطرًا على صحتك الشخصية أو صحة أفراد عائلتك.

 

عوامل خطر الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي

 

عوامل خطر الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي

من المعتاد أن يكون هناك عدة عوامل تزيد من خطورة الإصابة، وهو الحال في تلك الحالة أيضًا، لكن على غرار العديد من الإحصائيات تشير الدراسات أن أغلب الأطفال سيكونوا قد أصيبوا بالمرض عند بلوغهم سن العامين. ولكن هذا لا يعني الحماية المطلقة من الإصابة بالفيروس في المستقبل، حيث تشير الدراسات أن احتمالية الإصابة مجددًا واردة الحدوث بشكل كبير.

يعد الأطفال الأكثر عرضة للإصابة هم الذين يترددون على مراكز رعاية الأطفال بشكل يومي أو الذين لديهم أشقاء يترددون على مراكز الرعاية أو المدارس. كما يبدأ الفيروس المخلوي التنفسي في الانتشار بشكل نشط ومؤثر بداية من فصل الخريف وحتى فصل الربيع.

الجدير بالذكر، لا يصيب الفيروس المخلوي التنفسي الأطفال الرضع فقط، بل أنه قد يصيب جميع الفئات العمرية. لكنه قد يكون على القدر الكافي للتسبب بمشكلات صحية كبيرة ومضاعفات خطيرة في العديد من الحالات الخاصة، وهي تعد أكبر عوامل الخطر المتعلقة بالفيروس المخلوي التنفسي.

حيث يكون الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بعدوى شديدة الأعراض ومضاعفات هذا المرض كما يلي:

–        الأطفال الرضع، وخاصة الأطفال الذين ولدوا في وقت مبكر عن الموعد المرتقب للولادة، وخاصة حتى عمر الـ 6 أشهر.

–        الأطفال المصابون بأمراض قلبية منذ الولادة لأسباب خلقية، أو الذين يعانون من أمراض في الرئة مزمنة.

–        الأطفال أو البالغين المصابين بضعف في مستوى المناعة بسبب أمراض أخرى، مثل أنواع السرطان المختلفة، وما يترتب عليها من ضرورة الحصول على علاج كيماوي الذي يسبب ضعفًا في مناعة المريض ويجعله أكثر عرضة للإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي.

–        الأطفال الذين يعانون من أمراض الاضطرابات العضلية العصبية، وعلى وجه الخصوص يمكننا أن نذكر مرض ضمور العضلات.

–        البالغين المصابين بأمراض القلب والأمراض المزمنة مثل ضغط الدم وأمراض الرئتين.

–        البالغين من كبار السن والذين تتجاوز أعمارهم الـ 65، حيث تعد فترة الشيخوخة من أكثر الفترات التي تقل خلالها كفاءة المناعة للإنسان ويكون معرض بشكل أكبر مضاعفات الفيروس المخلوي التنفسي.

في ظل كل هذه العوامل، يجب أن تتعرف على نوعية المضاعفات التي قد يسببها هذا الفيروس، وما هو الخطر الحقيقي الذي يجب أن تنتبه له من أجل حماية أطفالك أو جميع أفراد عائلتك المعرضين لتلك المخاطر بشكل كبير.

 

مضاعفات الفيروس المخلوي التنفسي

مضاعفات الفيروس المخلوي التنفسي

تتنوع المضاعفات التي قد تنتج عن الإصابة بهذا الفيروس، كما لا يجب أن نغفل أنه قد تكون له عواقب كبيرة قد تصل إلى الوفاة على الرغم أنه قد يكون ذلك بنسبة قليلة إلا أنه يجب توفير الحماية الأطفال الرضع وكبار السن بشكل أكثر تدقيقًا.

يسبب الفيروس العديد من المضاعفات، من أهمها يمكننا أن نذكر التالي:

–        الرعاية السريرية الدقيقة: حيث قد يسبب هذا الفيروس العديد من المضاعفات التي تقود إلى مشكلات في التنفس بشكل طبيعي، مما قد يتوجب على المريض الدخول إلى المستشفى والحصول على الرعاية اللازمة من جلسات الاستنشاق حقن السوائل و تركيب الكانيولا لتوصيل المواد الأساسية للجسم بشكل سريع.

–        الالتهاب الرئوي: يعد هذا الفيروس من أكبر مسببات الإصابة بالتهابات في الرئتين والتهابات الشعب الهوائية على وجه التحديد في حالات الأطفال الرضع، وهو ما يحدث عادة عندما ينتشر الفيروس في الجهاز التنفسي السفلي. يكون الالتهاب الرئوي خطير وحرج للأطفال الرضع وكبار السن والبالغين بأمراض مناعية أو مثبطة للمناعة أو المصابين بأمراض مزمنة في القلب والرئتين.

–        عدوى الأذن الوسطى: عندما يصيب الفيروس المساحة خلف طبلة الأذن، يصاب المريض بالتهابات الأذن الوسطى، عادة ما تكون نسبة حدوث ذلك للأطفال الرضع أكبر مقارنة بباقي الفئات العمرية.

–        الربو: تشير العديد من الدراسات إلى زيادة خطورة الإصابة بالربو لاحقًا في الحياة بسبب الإصابة بالفيروس أثناء في الطفولة.

–        الإصابة المتكررة: يمكن الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي عدة مرات خلال نفس موسم الانتشار، حيث لا توفر الإصابة السابقة مناعة وحماية قاطعة في مواجهة العدوى في وقت لاحق، ولكن تكون الإصابة أخف من حيث حدة الأعراض. عادة ما تكون متشابهة مع أعراض أدوار البرد الطبيعية، ولكنها قد تكون خطيرة لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.

وفي إطار تلك المضاعفات، يجب أن توفر حماية لنفسك ولأطفالك ولكبار السن من عائلتك من أجل تفاديها، وقد أثبتت الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا حماية فاعلة بقدر ما.

 

كيفية الوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي

كيفية الوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي

هناك العديد من الطرق الفعالة والمعروفة توفير الوقاية اللازمة من الفيروس المخلوي التنفسي، وهي متعلقة في الأساس بالحماية من الأمراض التنفسية بشكل عام، وقد برز دور تلك الإجراءات خصيصًا خلال جائحة كورونا.

لكن يجب دائمًا التنويه، حيث يمكنك توفير حماية لك ولأطفالك وكبار السن من أفراد عائلتك من خلال:

–        غسل اليدين باستمرار وبشكل جيد.

–        تجنب الازدحام والتواجد في الأماكن المغلقة وضعيفة التهوية، خاصة في موسم انتشار الفيروس.

–        احرص على نظافة وتعقيم أدواتك، سواء في المطبخ أو الحمام أو غيرها.

–        لا تتشارك الشراب من نفس الزجاجة أو الكأس مع أشخاص آخرين.

–        ابتعد عن التدخين تمامًا، حيث قد يؤثر التدخين السلبي على الأطفال بشكل كبير ويجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي مع المعاناة من أعراض حادة.

–        قم بتطهير الألعاب التي يستخدمها طفلك بشكل دوري.

ارسل رسالة
اطلب الرعاية الصحية المنزلية الآن