سرطان الثدي والمرأة قصة أنثوية ليست وردية اللون

علاقة “النهاية السعيدة” وسرطان الثدي علاقة متضاربة، فالنهاية السعيدة هي كل ما تحلم به كل فتاة، وفي مواقف مختلفة، فمثلاً تحلم كل فتاة بحفل تخرجها مرتدية فستان أنيق للغاية، و بالزواج السعيد من فارس الأحلام الذي تحب، حتى أسماء أطفالها وحيوانها الأليف وشكل بيتها وترتيب غرفتها وغيرها من الأشياء التي تعتبر من أهم قصص الفتيات والنساء، ومهما كان اختلاف القصة والتفاصيل فدائمًا تكون النهاية السعيدة هي المقصد النهائي.

ومع كل تلك الأحلام والخيالات والتوقعات الوردية بين النساء، قد تظهر بعض العوائق مثل “الكتل” لتعيق بعض الأحلام الوردية، ولكن مع كل خطوة جديدة نبدأها ننتظر ماهو أفضل حتى مع وجود عوائق أو أمراض مثل أورام الثدي السرطانية، هذا المرض الذي يصيب الأرواح الوردية ولكنه ليس بوردي. ولكن بداخلنا ما هو يهتف بأن القادم أفضل.

انطلاقًا من ذلك قررنا تسليط الضوء على هذا المرض، أعراضه المبكرة والغير مبكرة، كيفية الوقاية من سرطان الثدي وأمور أخرى نستعرضها في مقالتنا حتى نستطيع التوعية حول هذا الداء الذي يهدد أمان عدد لا بأس به من النساء.

 

ما هي أورام الثدي السرطانية؟ 

هذا الداء عبارة عن خلايا سرطانية تنتشر بين الثديين بسبب نمو غير طبيعي لخلايا الثدي، وهو يعتبر ثاني أكثر نوع انتشارًا بين النساء بعد مرض سرطان الجلد، كما يمكن أن يصيب الرجال أيضًا إلا أن نسبة انتشاره بين النساء أكثر بكثير.

 

أسباب أورام الثدي:

نتيجة لوجود نمو غير طبيعي لخلايا الثديين، فإن هذه الخلايا تبدأ في الانتشار بصورة أكبر من الخلايا العادية أو الطبيعية مما يشكل بعض الكتل أو الأورام التي قد تنتشر لأجزاء أخرى في الجسم مثل العقد اللمفية.

ولكن وبعد كل هذا الوقت والكم الكبير من الدراسات والتطور الطبي حول العالم إلا أننا لايمكننا أن نقول سببًا محددًا واضحًا ينتج عنه هذا الداء. ولكن في المقابل قام الأطباء بإرجاع الموضوع لعوامل أخرى مثل نمط الحياة وعوامل جينية أو وراثية.

 

ويمكننا ذكر الموضوع بالتفصيل عن طريق شرحه كالآتي:

–        أسباب وراثية: 5- 10% من الحالات المصابة تكون لأسباب وراثية، فهناك أشخاص أو عائلات لديها خلل في جين واحد أو اثنين مثل جين  BRCA1  أو BRCA2، ولهذا فإن نسبة الإصابة بأورام الثدي تكون مرتفعة لدى العائلة بأجيال مختلفة.

–        أسباب جينية: إذا كان أحدًا من عائلتك لديه عيب جيني يمكن أن ينتقل لك بنسبة 50%.

ولكن هناك بعض الحالات لا تكون نتيجة أسباب جينية موروثة، فمثلًا يمكن أن تكون عيوب جينية مكتسبة مثل النساء اللواتي تعرضن للإشعاعات في منطقة الصدر للعلاج من شئ ما أو مرض ما أو ورم ما في مرحلة الطفولة، وهؤلاء النساء هن أكثر عرضة للإصابة بأورام الثدي أكثر من النساء التي لم تتعرض لإشعاعات في تلك المنطقة من قبل.

 

وهناك أسباب أخرى مثل:

–        التاريخ العائلي الطويل بخصوص هذا المرض

–        السن

–        سوء التغذية التي يمكن أن تسبب السمنة

–        التدخين

–        التعرض لإشعاعات في منطقة الصدر

–        الحيض المبكر

–        وصول النساء لسن اليأس في سن متأخر

–        العلاج بالهرمونات

–        تناول أقراص منع حمل

–        تغييرات غير طبيعية في خلايا الثدي

 

أعراض سرطان الثدي: 

تنقسم أعراض أورام الثدي بين أعراض سرطان الثدي المبكرة وغير المبكرة، وفي حالة الشعور بها أو اكتشافها يجب زيارة الطبيب للبدء في إجراءات الفحص والعلاج وغيرها.

وخلال ملاحظة أعراض سرطان الثدي المبكرة أو غيرها قد تلاحظ عرضًا أو اثنين فقط، وهي ليست أشياء كافية يمكننا القول عنها أنها أعراض سرطان الثدي المبكرة أو غيرها ولكن مع الشعور بتغييرات كثيرة في الثدي عليكي أن تتأكدي من خلال زيارة طبية.

ونعرض عليكي بعض أعراض أورام الثدي:

–       تغيير في شكل الثدي

–       حكة شديدة في منطقة الصدر

–       طفح جلدي

–       كتل في المنطقة المحيطة بالثدي من أهم أعراض سرطان الثدي المبكرة

–       كتل تحت الإبط

–       في حالات نادرة جدًا من أعراض سرطان الثدي المبكرة قد تشعر ببعض الآلام

ولنتحدث عن أعراض سرطان الثدي المبكرة وغير المبكرة بالتفصيل أكثر، فيمكننا بدأها بـ:

 

–       تغيير في شكل الثدي:

من أبرز أعراض سرطان الثدي المبكرة وغير المبكرة، فهو عرض أساسي في هذا الموضوع وهو الشعور بوجود بعض التغييرات في نسيج الجلد، تضخم المسام وتغيير الملمس الخارجي فبعض الأطباء وصفوا بأن نسيج منطقة الصدر تصبح مشابهة لقشر البرتقال، كما قد تشعري بوجود كتل أو سمك بالقرب من منطقة الثدي أو تحت الإبط.

 

 

–       تغير في شكل الثدي أو المنطقة المحيطة: 

من أعراض سرطان الثدي المبكرة أو غير المبكرة وجود تغير في حجم أو شكل الثدي مع وجود تورم من جانب واحد في هذه المنطقة.

كما يمكن أن يحدث عدم تناسق بين الثديين لدى السيدات، يمكن أن يأتي لذهنك أنه من الطبيعي وجود إختلاف. ولكن ما نذكره هنا هو اختلاف حقيقي واضح بين الثديين وهو من أهم أعراض سرطان الثدي المبكرة مع وجود انكماش في الثدي لا نستطيع تبريره.

 

–       إفرازات في منطقة الثدي:

في بعض أعراض سرطان الثدي المبكرة أو غير المبكر يتضح وجود إفرازات لبنية ولكن يجب على المرأة التفرقة بين الإفرازات البنية أثناء فترة الرضاعة، ولكن بخصوص أعراض الأورام السرطانية للثدي يوجد إفرازات لبنية، دموية، صافية أو حليبية وهنا يجب استشارة الطبيب.

 

–       الكتل حول منطقة الثدي:

تشير بعض أعراض سرطان الثدي المبكرة وغيرها لوجود كتل في محيط منطقة الثدي لأن نسيج الثدي يصبح متكتل الملمس وهو لا يشير دائمًا إلي وجود خلايا سرطانية ولكن لزيادة الإطمئنان يجب الرجوع للطبيب المختص في بعض الحالات:

–       تغيرات في نسيج الثدي ليس لها علاقة باقتراب موعد الدورة الشهرية

–       ظهور كتلة أو مجموعة كتل تحدث فارق في الشكل أو الملمس بمنطقة الثدي

–       وجود كتلة في الثدي مع عدم وجود مثيلة لها في الثدي الآخر

 

 

–       انكماش حلمات الصدر:

من أعراض سرطان الثدي المبكرة أو غير المبكرة وجود تغييرات واضحة في شكل حلمة الثدي بسبب بعض الإصابات التي تصل للخلايا خلف الحلمات والتي تؤدي لتغيير شكل الحلمة، قلبها وانحسارها للداخل.

 

–       ضغط الدم:

بالرجوع لبعض الدراسات التي تمت من قبل مجموعة من الأطباء بحلول عام 2019، قد لوحظ ارتفاعًا معتدلاً في ارتفاع ضغط الدم بعد 96 يومًا وتطور لارتفاع شديد بعد 122 يومًا أما عن ذروة ارتفاع ضغط الدم فكانت بعد 183 يومًا.

 

كانت تلك أبرز أعراض سرطان الثدي المبكرة أو غير المبكرة، وتلك الأعراض ليست بالضرورة تكون مؤشر مباشر لوجود أورام على الثدي ولكن من باب الاحتياط يجب استشارة الطبيب المختص، ويمكننا اختصار أعراض سرطان الثدي المبكرة جدًا في بعض النقاط:

–       احمرار

–       تورم

–       مظهر وردي يشبه الكدمات في منطقة الثدي

–       جلد منتفخ

–       تورم بشكل كبير ملحوظ

–       زيادة سريعة في حجم الثدي نفسه

–       حكة في الجلد

–       تورم الغدد الليمفاوية

 

 

الوقاية من سرطان الثدي: 

لكي يكتمل الحلم الوردي بحياة صحية دون متاعب أو أورام، يجب أن تتبعي بعض الإرشادات أو الخطوات من أجل الوقاية من سرطان الثدي، هناك بعض العوامل لا يمكن تغييرها أو التحكم فيها مثل التاريخ العائلي، السن أو الجنس.

ولكن يمكننا القول بأن هناك بعض العوامل إذا تم التحكم بها قد تقلل من خطر الإصابة أو الوقاية من أورام الثدي، وهي ليست طرق مؤكدة بنسبة 100% أو تمنع المرض بشكل نهائي ولكن لها تأثير إيجابي على صحة السيدات.

 

1-  التغذية السليمة:

قد يكون هناك رابط بين التغذية ونوع الأكل وبين الإصابة، لذلك نقدم لك بعض النصائح الغذائية الخاصة بالوقاية من سرطان الثدي والتي هي:

 

–       التغذية أو المأكولات النباتية:

قد يكون تناول الأكل النباتي خاصة بعد فترة انقطاع الطمث خطوة جيدة بخصوص الوقاية من سرطان الثدي، فتناول الخضراوات والفاكهة والحبوب الكاملة منخفضة الكربوهيدرات وغنية بالكاروتينات ولها تأثير إيجابي خاص بالوقاية من أورام الثدي.

 

–       الأطعمة التي تحتوي على منتجات ألبان:

حسب بعض الدراسات فإن المنتجات الغذائية التي تحتوي على الألبان تكون غنية بالـ Probiotics وهو عنصر غذائي قادر على تعزيز وتحفيز جهاز المناعة وتأثير ذلك على الوقاية من سرطان الثدي.

 

–       بعض أنواع الأسماك:

أنواع الأسماك التي تحتوي على أوميجا 3، السيلينيوم ومضادات الأكسدة مثل السلمون والسردين لقدرتهم على الوقاية من سرطان الثدي، وحسب بعض الأطباء فإن السيدات التي تتناول تلك الأنواع من الأسماك ينخفض عندهن خطر الإصابة بمرض سرطان الثدي بنسبة 14% عن الآخرين.

 

 

2-   العادات الصحية: 

–       شرب الكحوليات بنسبة كبيرة يزيد من خطر الإصابة بالأورام، لذلك فإن التقليل أو الامتناع عن شرب الكحوليات يعتبر من أهم عوامل الوقاية من سرطان الثدي.

–       الوزن الصحي، الحفاظ على الوزن يعتبر من أهم عوامل الوقاية من سرطان الثدي، لذلك ننصحك بتقليل معدل السعرات الحرارية اليومية والحفاظ على الوزن المثالي.

–       ممارسة الرياضة أو الألعاب البدنية التى تحافظ على الوزن وتنشط الدورة الدموية يعتبر من عوامل الوقاية من سرطان الثدي.

–       الرضاعة الطبيعية لها تأثير وقائي فهي تعتبر من عوامل الوقاية من سرطان الثدي

–       تجنب الأطعمة المصنعة، المواد الحافظة وغيرها من الأطعمة غير الصحية، فهي عامل محفز للخلايا السرطانية وتجنبها أو التقليل منها شئ مستحب للوقاية من سرطان الثدي.

–       تجنب أو تقليل العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث، فالعلاج الهرموني يؤثر بالسلب على حياة المرأة خاصة مع عامل التقدم في السن مما قد يزيد خطر الإصابة بالأورام السرطانية لذلك فالوقاية من سرطان الثدي تقتضي الاعتماد على جرعات دوائية غير هرمونية.

–       المشي أو الجري يوميًا لمدة نصف ساعة حتى تحافظي على وزنك و نشاطك وصحتك الجسدية والنفسية.

–       الوقاية من سرطان الثدي لا يعوضك عن الكشف المتكرر بشكل دوري كنوع من أنواع الكشف المبكر أو الاطمئنان

 

–  الشفاء من أورام الثدي:

تختلف نسبة الشفاء من شخص لآخر ومن حالة لأخرى، ولكن يمكننا القول بأن معدلات الشفاء في زيادة مستمرة وفي بعض الحالات يمكننا القول بأن نسبة الشفاء هي 100% دون مبالغة، ولكن بالنسبة لهذا الموضوع الخاص بالشفاء في المجمل يمكننا القول بأنها قد وصلت لـ 95% وتضائلت نسبة الوفاة بشكل كبير، ملحوظ ومبشر لمرضى سرطان الثدي وذويهم.

 

 

علاج أورام الثدي: 

هناك عدة خيارات خاصة بالعلاج وتختلف طرق العلاج بين كل حالة واخرى وهنا يأتي أهمية الكشف المبكر حتى يتم التشخيص مبكرًا دون الحاجة لعملية جراحية أو إزالة الثدي، ويمكن ذكر طرق العلاج كما يلي:

1-   علاج كيميائي

2-   علاج هرموني

3-   علاج إشعاعي

4-   علاج جراحي

5-   علاج مناعي

6-   علاج بالخلايا الجذعية

 

في حالة الإصابة بأورام الثدي قد تشعر السيدات ببعض من مشاعر الإكتئاب نتيجة للمرض وأعراضه، وقد تعاني من الأرق لفترة خاصة بعد العلاج الجراحي لأورام الثدي.

في حالة علاج الأورام الخاصة بالثدي في المنزل أو بعد الجراحة يفضل موجود تمريض منزلي أو مرافق لمتابعة الحالة وتطوراتها، أما عن إصابة المسنين بهذا الداء فيفضل أن تستعين بخدمات رعاية كبار السن لما يجمعه من خبرة في التعامل مع احتياجات كبار السن ومتابعة ظروفهم الصحية.

وبعد أن ذكرنا معلومات عن أورام الثدي، أسبابه، علاجه وطرق الوقاية من أورام الثدي نقدم خالص رغبتنا وأمنياتنا في صحة كل السيدات والحصول على حياة صحية خالية من المتاعب، حياة سعيدة وردية.

Reference

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3255438

https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/breast-cancer

https://www.nhs.uk/conditions/breast-cancer

https://www.paho.org/hq/dmdocuments/2016/KNOWLEDGE-SUMMARY—PREVENTION.pdf